النظام الإيراني وصناعة الأكاذيب
من الأمور التي تثير الدهشة ,هو النهج الغريب الذي يقوم به النظام الحاكم في إيران من رعاية الميليشيات الإرهابية بكل متطلباتها من إنفاقات معيشية وتسليح , فمنذ الثورة الإيرانية التي أطاحت بشاه رضا بهلوي , وقع الشعب الإيراني تحت براثن الجماعة الدينية التي استولت على السلطة آنذاك , ويمكن التعبير عما حدث بأنها حالة سرقة للثورة من قبل الجماعة الدينية لتنزع سيادة الدولة لنفسها على حساب الشعب الإيراني الذي كان يأمل في حياة تقوم على العدالة والديمقراطية , إلا أن الجماعة الدينية قامت بخيانة الشعب , واستبدلوا الديكتاتورية الملكية بديكتاتورية دينية تحت سلطة ولاية الفقيه , واستمر نهج القمع والاستبداد لشعب يستحق أن يعيش في أمان وإستقرار.
استمرت الديكتاتورية الدينية الإيرانية باتخاذ نهج القمع داخل إيران والإرهاب خارجها , فتوالت في تكوين ميليشيات داخل عدة دول بالمنطقة مثل لبنان والعراق واليمن وغيرها , تحت أوهام صناعة الأكاذيب والرغبة في الهيمنة على المنطقة , من أجل بسط السيطرة والنفوذ , فصار النظام الإيراني يأخذ من أموال شعبه وينفقها على الميليشيات الإرهابية من ناحية وعلى تخصيب اليورانيوم من ناحية أخرى لأغراض غير واضحة , وبات الشعب الإيراني واقعا تحت طائلة العقوبات الإقتصادية الدولية , بسبب ماجناه النظام الإيراني الحاكم , وكأن عقول السلطة الحاكمة لاترى شعبها , ولا تشعر بإحتياجاتهم ولا بالسعي نحو استقرارهم , فهاهو النظام الديكتاتوري الدينى ابتلع الثورة ليلتهم مقدرات شعبه , ويتفرغ لميليشياته لتحقيق أغراضه الدنيئة من إحتلال أراضي الغير , وبث الفوضى , وضرب استقرار دول الجوار , والعمليات الإرهابية التي تقصف هنا وهناك .
فهل يستحق الشعب الإيراني أن يعيش تحت استبداد وقمع من النظام الحاكم الديكتاتوري الإيراني ؟! .
وهل يُعقل أن يقوم هذا النظام بضرب استقرار الدول المجاورة تحت مزاعم وصناعة الأكاذيب التي يبثها من خلال أذرعه الإرهابية وأبواقه المغرضة ؟!
وهل يُعقل أن يحتل جزر إماراتية ؟!
وهل يُعقل أن يسلح ميليشيات الحوثي لضرب استقرار اليمن والتعدي السافر على السعودية ؟!
وهل يُعقل ماتفعله ميليشيات حزب الله التابعة له في زعزعة إستقرار لبنان , وعمل جيش موازي يخل بهيبة وسلطة الدولة اللبنانية ؟!
وهل يُعقل تكوين ميليشات أخرى في العراق لضرب استقرارها ؟!
وهل يُعقل أن يستمر النظام الإيراني الحاكم في سلسلة نهجه الفوضوي الإرهابي وضياع مقدرات شعبه ؟!
لماذا لايعطي النظام الحاكم الإيراني لنفسه فرصة التأمل في أفعاله وتصحيح مساره من أجل الأفضل لبلاده وشعبه ولوضعه السياسي والإقتصادي , وتحسين علاقاته الدولية , بدلا من إهدار المال العام الإيراني على ميليشيات الدم والإرهاب , ويعيد توجيهها لرفع شأن إقتصاد وطنه , وتحقيق الإستقرار والأمان وتحسين مستوى معيشة شعبه , وتحسين وتوطيد العلاقات مع دول الجوار ودول العالم .
لأن الصبر إذا نفد من دول المنطقة يمكنها أن تتعاون مع الدول الأجنبية الكبرى لتكون قبضة قوية رادعة يمكنها تحطيم التهور والإستفزاز الإيراني وعندها لن يكون الندم مفيدا للنظام الإيراني ولا لشعبه المتضرر من أفعاله , فهيا إستيقظوا من غفوتكم من أجل السلام والرخاء , وتخلصوا من الإرهاب والجفاء .
وسوم: العدد 875