موازين النفع والضرر كثيرة.. فبمَ يَزن المرء أعماله ؟
قال الشاعر: إذا أنتَ لمْ تَنفع ، فضُرَّ؛ فإنّما يُرجّى الفتى ، كَيما يَضُرَّ ويَنفَعا !
موازين الحياة ، للنفع والضرر ، كثيرة متنوّعة ، منها :
موازين الحقّ والباطل .. وموازين الخطأ والصواب .. وموازين المبادئ والمصالح.. وموازين التعقّل والحماقة .. وموازين الذكاء والغباء .. وموازين النباهة والبلاهة ..!
كما أنّ منها : موازين الخير والشرّ.. وموازين القوّة والضعف .. وموازين الحكمة والطيش ..!
كما أنّ منها : الموازين الثابتة .. والموازين المتغيّرة ..!
كما إنّ منها : الموازين الفردية والجماعية ! ونقف ، هنا، لننظر في هذه الموازين !
على مستوى الفرد: للفرد موازينه ، التي تدخل فيها، سائر الموازن المذكورة ،آنفاً، أو أكثرها !
فالطالب ، الذي ينوي الدراسة الجامعية : يوازن ، بين موازين عدّة ، منها مايختاره.. ومها ماتفرضه عليه قوانين الجامعات .. ومنها ماتفرضه عليه إمكاناته العلمية .. ومنها ماتفرضه عليه ظروفه المادّية ، وظروف أسرته ! وهومضطرّ للاختيار، بين الخيارات المطروحة عليه ، وفقاً لِما مذكور، آنفاً ! والاختيارُ الناجح ، أو الجيّد ، يساعده في التوفيق ، بين جملة الظروف ، الحالية والمستقبلية ! وهنا تدخل عوامل: الذكاء والغباء .. والحكمة والطيش .. والنفع والضرر.. ومعرفة الفروق الدقيقة ، بين الواقع والأحلام ..!
والعزَب الذي ينوي الزواج : تدخل ، في موازناته ، عوامل كثيرة ، منها : المذكورة، آنفاً، ومنها عوامل ، تفرضها عليه ، معادلة الزواج المادّية والاجتماعية ، واختيارات الأهل والأنسباء .. وغير ذلك !
وللتاجر موازناته الخاصّة ، التي تدخل فيها : حسابات الربح والخسارة ، والظروف الاقتصادية الخاصّة والعامّة !
وللسياسي موازناته الخاصّة ، المتعلقة بظروفه ، وظروف حزبه ، إذاكان حزبياً ، وظروف دولته السياسية ، داخلياً وخارجياً !
وخطأ الحساب وارد ، في الموازنات ، كلّها ، سواء أكانت على مستوى الفرد ، أم على مستوى الحزب ، أم على مستوى الدولة ! وتكبر نتائج الخطا ، وآثاره القريبة والبعيدة ، بحسب طبيعة الموازنة ، وعدد المتاثرين بها : أفراداً ، وهيئات اجتماعية وسياسية ، وغيرها ! وقد يكون اختيارُ البديل ، الأقلّ سوءاً ، هو الاختيار الصحيح ، في ظروف معيّنة ؛ فتدفع الحماقات ، والمكابَرات الغبيّة ، بعض الأشخاص، إلى اختيار، يدخل في عالم التمنّيات والأحلام ، فيقع المرء في كارثة فردية ، وقد يوقع غيره ، في كارثة جَماعية ، غير محسوبة العواقب والمآلات !
وبيت الشعر الوارد ، أعلاه ، يعني : نفع النفس والصديق ، وضررَ العدوّ ! لكن قد يضرّ خطأ الحساب ، الفردَ نفسَه ، ومَن يلوذ به ، والمتأثرين بقراره ، الذي قد يحمل شرّاً ، كبيراً أو صغيراً ، وقد يدلّ ، على غباء أوطيش أو بلاهة .. وهكذا !
وسوم: العدد 875