المثل الشعبي السوري ( انخلي ياهلاله ) : هل صار مثلاًً عالمياًً ؟
الحاكم العميل : يراهن على عمالته للأجانب ؛ فيمصمص الحاكم الأجنبي شفتيه ، قائلاً : فلان يراهن على العمالة .. انخُلي ياهلالة ! ألا يعرف ، أن لدينا طوابير، من العملاء ، أمثاله ؟
والمعارض في دولته : يراهن على نذالته ، فيضحك حاكم دولته العميل ، قائلاً : فلان يراهن على نذالته .. انخلي ياهلالة ! ألا يعلم ، أنا حفظنا أساليب النذالة ، كلها، ولولاها لما وصلنا ، إلى كراسي الحكم ؟
والسياسي المتسلّق : يراهن على سفالته ، فيتّكئ الحاكم على أريكته ، متمتماً : فلان يراهن على سفالته.. انخلي ياهلالة ! فليزرنا ، لنعطيه دروساً في السفالة ، لايعرفها !
أصل المثل الشعبي :
سرق رجل كيساً من الطحين ، فشكّ صاحب الكيس ، بأنه هو السارق ! فأنكر، وخاف من العواقب ! وحين أصرّ صاحب الكيس ، على أنه هو السارق ، وأصرّ، هو ، على الإنكار ، طلب صاحب الكيس منه ، أن يحلف يميناً! فابتسم ، وقال ، وهل تُحسَم القضية باليمين ؟ فقال صاحب الكيس : أجل : فالتفت السارق ، إلى إحدى زوجتيه ، وقال لها :انخلي ياهلالة ! يقصد نخل الطحين المسروق! وفي رواية ثانية، أنه قال لزوجته الثانية : اعجِني ، يافطيم ! إلاّ أن هذا الجزء من الرواية ، غير دارج! فظلّ الجزء الأوّل ، هو الدارج ، وهو الذي ذهب مثلاً ، يتمثل به مَن فعلَ أمراً سيّئاً ، وطُلب منه أمرٌ، يراه هيّناً ، ليبرّئ نفسه !
ويبدو أن اللصّ ، طبّق على نفسه ، المثل الدارج : قيل للحرامي : احلِف يميناً ، فقال لنفسه : جاءك الفرَج !
إنها القصّة ، ذاتها ، تتكرّر كلّ يوم ، مع الساسة وغيرهم ! ويبدو أن بعض الساسة الأجانب ، الذين خدموا بلدانهم ، في أوطاننا العربية ، وثقِفوا بعض أمثالها ، حفظوا هذا المثل ، في جملة ماحفظوا ، وصاروا يردّدونه ، في كلّ مناسبة تقتضي ترديده، في مثل حالات هؤلاء ، الذين أرخَصوا أنفسَهم ، وعرف الآخرون ، ماهم فيه ، من هوان عند أنفسهم ، وصاروا يتعاملون معهم ، على هذا الأساس ! وربّما كان - وهذا لايقلّ عن الأوّل طرافة - أن يقول اللصّ ، ذاته - السياسي الطموح ، هنا - أن يقول، عمّن ينتظر منه ، منحه المنصب : هذا يريد منّي ، أن أكون نذلاً ؛ ليوكّلني عنه ، حاكماً في بلادي : انخلي ياهلالة ! سأجعله يبحث ، في القارّات ، كلّها ، ليجد مّن هو أنذلُ منّي ، فلايجد.. وستفرض عليه مصلحة بلاده ،أن يعيّنني، دون الناس، جميعاً!
وسوم: العدد 878