الأمر جلل وخطير!!
مجرم الحرب بوتين يستشعر بحدوث أمر جلل مفاجئ في سورية، ويريد الاستئثار بالمكان متفرداً حال حدوث فراغ في السلطة إذا ما سقط نمرود الشام بشار الأسد فجأة أو بتخطيط من بوتين، المستهدَف الأول من خطوته الأخيرة في سورية هو سبق الأمم المتحدة واحتمال تدخلها في سورية كونها بلد فاشل مشلول، والمطلوب من السوريين التحرك أممياً بوضع البلد تحت رعاية أممية لا بوتينية احتلالية.
تكهنات وأسئلة متعددة حول قرار مجرم الحرب بوتين
طرح تعيين مجرم الحرب فلاديمير بوتين، السفير الروسي في دمشق، ألكسندر يفيموف، ممثلاً رئاسياً له ليلعب دوراً مباشراً في التدخل المباشر في صلب الملف السوري والترتيبات الأمنية والقيادات العسكرية والاقتصاد وغيرهم، ليكون مسؤولاً أمام بوتين في تنفيذ هذا الملف تحت مسمى "تطوير العلاقات مع سورية" أسئلة جدية وملحة عديدة.
كما تساءل معارضون وخبراء عما إذا كانت هذه الخطوة الأولى على درب رحيل الأسد والتمهيد لتسليم سورية لمجلس أو لجنة أو حكومة تستطيع إدارة البلاد؟ وهل يمكن اعتباره حجر عثرة في وجه إيران، وهي حتماً بتفاهم وتنسيق وتعاون مع واشنطن وإسرائيل؟ أم هل هي خطوة في مواجهة ما تتحضر له تركيا في الشمال الغربي من سورية؟
ويرى البعض أن تعيين سفير جديد لروسيا في سورية، نقلة نوعية وهامة للملف السوري، ويعبر عن مدى أهمية هذا الملف لروسيا، ليصبح الآن بعهدة موسكو منفردة، هذه النقلة تحمل في طياتها الكثير من إحكام السيطرة على مقدرات سورية وخاصة الاقتصادية في ظل التسابق المحموم ما بين روسيا وإيران. ويشير التعيين بالمجمل إلى ضعف نظام الأسد وفقدانه السيطرة على البلد وخاصه في ظل فقدانه الفعالية والكفاءة للقيادة وتصدع البنية الصلبة للحكم وبضمنها خلاف الأسد ورامي مخلوف ومشروعيته في الحكم ومقدرة سلطته على فرض نفوذها بالإضافة إلى المعطيات الجديدة كفتح الطرق الدولية المتفق عليها ما بين تركيا وروسيا واستحقاق قانون قيصر والتداعيات التي سيخلفها.
ويبدو أن مجرم الحرب بوتين قرر أخيرا أن ينهي الدور الفاشل لوزارة الخارجية الروسية ممثلة بالوزير لافروف الذي يغيب عن المشهد منذ فترة، وكذلك أيضاً إبعاد وزارة الدفاع عن الملف السوري، ووضع الملف كاملاً تحت إدارة الكرملين.
وكأن مجرم الحرب بوتين يسعى جدياً لإيجاد حل للصراع في السورية حتى لا يغرق في مستنقعه، وبأن الأمر أصبح بشكل مباشر بيده، وأن أي حديث عن حل في سورية سيكون بيد رجل القرار الحقيقي في روسيا، ولن يكون هناك مجال لإضاعة الوقت بل سيتم اتخاذ القرارات بشكل مباشر.
لقد "راهنت روسيا منذ بداية تدخلها في سورية على حسم الأمور بالقوة العسكرية وتفردها بالساحة السورية، وهو منطق يتماهى مع أسلوب النظام السوري الدموي، وكانت روسيا من خلال وزارة الخارجية والدفاع الروسيتين تعتقد أن العائدات المالية التي ستحققها والعقود التي توقعها مع حكومة النظام السوري؛ ستكون أفضل تعويض لها عن التكلفة المادية والأخلاقية والعسكرية لتدخلها، ولكن بوجود قانون قيصر وانعدام الأفق الحقيقي للحل في سورية؛ وجدت روسيا نفسها في مأزق حقيقي أمام استحقاقات دولية صعبة.
مجرم الحرب بوتين يعين مندوباً سامياً لسورية
أصدر مجرم الحرب الروسي فلاديمير بوتين مطلع الأسبوع الجاري قرارا يقضي بتعيين مبعوث خاص به في سورية، في خطوة وصفها مراقبون بأنها تهدف لفرض المزيد من الهيمنة وتنذر بأمر "جلل" قد يحدث في بلد مزقته حرب مستمرة منذ نحو 9 سنوات.
وبموجب قرار مجرم الحرب بوتين، تم ترفيع السفير الحالي في سورية ألكسندر يفيموف (62 عاما)، ليصبح مبعوثاً شخصيا له، حيث سبق ليفيموف أن عمل في السفارة الروسية في عمّان، كما عمل في قسم شؤون الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في وزارة الخارجية الروسية.
ويشغل يفيموف منصب السفير الروسي فوق العادة لدى دمشق منذ عام 2018، قادما من الإمارات التي كان يشغل فيها منصب السفير الروسي منذ عام 2013.
ماذا تعني خطوة مجرم الحرب بوتين؟
يقول بعض المحللين السياسيين: إن "موسكو تحاول فرض المزيد من الهيمنة على الملف السوري من خلال إدارة شؤون البلاد ككل، وضمان تثبيت كلمتها في التعامل مع هذا الملف".
ويضيف في حديث لموقع "الحرة" أن "موسكو تحاول السيطرة على مركز القرار في سورية، والمتمثل بدمشق، لأنها تفترض أن الهيمنة على دمشق ستعطيها مساحة واسعة لإدارة شؤون سورية بشكل كامل".
ويؤكد على أنه ليس على السوريين فقط أن يتحركوا، بل يجب أن تكون هناك ردة فعل إقليمية ودولية للتعامل مع مساعي موسكو الرامية لتعزيز هيمنتها على سورية وبالتالي على الإقليم.
ويشدد البعض على ضرورة أن "يكون هناك تنسيق أكبر بين أنقرة وواشنطن لمواجهة الخطوة الروسية، وبخلافه سترتفع حظوظ موسكو في الانفراد بالملف السوري".
بالمحصلة يعتقد كثيرون أن واشنطن ستعمد على زيادة جهودها وتنسق أكثر مع أنقرة، خاصة إذا ما شعرت أن روسيا تحاول عرقلة الحل النهائي في سورية أو فرض نفسها على هذا الحل".
قرار مجرم الحرب بوتين يعطي وكيله في سورية صلاحيات واسعة
ويرى مراقبون أن يفيموف سيتمتع بصلاحيات واسعة، بموجب المنصب الجديد، تجعله يتجاوز الأعراف المتعلقة بالتعامل مع الأطراف الحكومية السورية من دون الرجوع للقنوات الدبلوماسية كما كان يحصل في السابق.
هذا يعني أن سفير موسكو في دمشق، أصبح يتبع الكرملين مباشرة، وليس وزارة الخارجية الروسية، ما يمنحه حرية أكبر في التحرك واتخاذ القرارات، ويكون لديه صلاحيات أوسع، ويتحدث باسم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
أما الآن وبعد تعيينه ممثلًا خاصًا، توسعت صلاحياته بشكل كبير ويستطيع التواصل مباشر مع إدارة الرئيس الروسي في الحالات الخاصة، دون الرجوع إلى إدارة الشرق الأوسط.
كما يستطيع في سوريا التواصل مع القصر الجمهوري مباشرة، دون الرجوع إلى الخارجية السورية، وهذا الأمر يرفع صفته ويساعده في حل الكثير من القضايا.
وتأتي الخطوة الروسية بالتزامن مع تصاعد حدة الخلافات والانشقاقات داخل عائلة الرئيس السوري بشار الأسد، وكان آخرها الخلاف مع ابن خاله رامي مخلوف ناهب سورية وثروات الشعب السوري. وكانت صحيفة "واشنطن بوست" قالت في تقرير لها إن الأسد يواجه مجموعة من التحديات الكبيرة التي قد تحدد مصيره وقدرته على تعزيز قبضته على السلطة، وهي الانشقاق داخل عائلته، وانهيار الاقتصاد وتزايد التوترات مع حليفه الرئيسي روسيا.
لماذا عيُن مجرم الحرب بوتين مندوباً سامياً له في سورية؟
ويكمن وراء قضية التعيين احتمالين، الأول و” هو الأرجح” أن يكون ردًا على ما أشيع مؤخرًا بأن الكرملين “غسل يديه من رئيس النظام السوري، بشار الأسد، وفتح البازار للبيع".
وبالتالي أرادت القيادة الروسية بهذا التصرف القول إنه “ليس صحيحًا ونحن ماضون قدمًا في تطوير العلاقات مع النظام الحاكم حاليًا".
ويعتقد أن القيادة الروسية وصلت مع الأسد إلى حالة من الملل بعدما أخدت كل ما تريد ولم يعد لديها مطامع أخرى “كون النظام منهار”، وأن هذا التعيين هو “لصرف الأنظار ونوع من التعمية".
أما الاحتمال الثاني، وهو إمكانية الحاجة إلى التواصل السريع مع القيادة الروسية لنقل بلاغ معين إلى الأسد في حال التوصل إلى اتفاق حول مصيره دون وجود حاجة للمرور عبر القنوات المتسلسلة.
انتداب روسي على شاكلة الانتداب الفرنسي
ويصف المعارض السوري وعميد كلية الاعلام السابق بجامعة دمشق يحيى العريضي خطوة بوتين الأخيرة بأنها استباقية باعتبار أنه بدأ يشعر بأن "أمراً جللاً مفاجئا" قد يحصل قريبا.
وكتب العريضي في تغريدة على تويتر: "إن بوتين "يريد الاستئثار بالمكان متفرداً حال حدوث فراغ".
ودعا العريضي السوريين إلى "التحرك أمميا بوضع البلد تحت رعاية أممية لا بوتينية احتلالية"، مضيفا أن بلاده باتت تخضع "للانتداب الروسي".
المصادر
*قناة الحرة- 27 /5/2020
*عنب بلدي-26/5/2020
*القدس العربي-26/5/2020
*جسر المستقلة-25/5/2020
*روزنة-26/5/2020
وسوم: العدد 879