أهي سنّة ربّانية ، أم معضلة عقلية ؟
هل شدّة وضوح الأشياء ، تدعو إلى الغفلة عنها، وغموضُها يدعو، إلى البحث فيها، أو عنها !؟
أنكرَ كثيرون ، وجود الله ، مع أن بدائع صنعه ظاهرة ، في كل مخلوق حولهم !
قال تعالى :
أفلا يَنظرون إلى الإبل كيف خُلقتْ * وإلى السماء كيف رُفعتْ * وإلى الجبال كيف نُصبتْ * وإلى الأرض كيف سُطحتْ *
وقال تعالى : ألم نجعلْ له عينين * ولساناً وشفتين *
وقال تعالى : وفي أنفُسكم افلا تُبصرون *
وقال تعالى : اللهُ الذي رفع السمواتِ بغير عَمدٍ تَرونها ..
وقال جلّ شأنه : وسخّر الشمسَ والقمرَ كلٌّ يجري لأجل مسمّى ..
بحثَ كثير من الفلاسفة ، عن الله ، بعقولهم ، فاهتدى بعضهم ، إلى أشياء عامّة، يوجب العقل ، الإيمان بها ، من أهمّها : ان هذا الكون ، لايمكن أن يقوم بنفسه ، دون صانع ، وأن هذا الصانع ، يجب أن يكون قادراً ، على الخلق ، خبيرا به .. ! وعجز، هؤلاء الفلاسفة ، الذين توصّلوا بعقولهم ، إلى وجوب وجود الخالق .. عجزوا ، عن إدراك الكثير من الأشياء ، التي تصعب معرفتها ، وتستحيل معرفة بعضها ، دون أنبياء ؛ يعلمهم الله ، فيعلمون البشر!
أَعمَلَ بَدويّ عاقل ، فكرَه ، فقال :
البَعرة تدلّ على البعير، والأثر يدلّ على المَسير.. ليلٌ داجٍ ، ونهارُ ساجٍ ، وسماءٌ ذات أبراجٍ .. ألا يّدلّ ذلك ، على الصانع الخبير!؟
الحديث ، كله ، هنا ، عن أولئك ، الذين ينكرون وجود الله ! أمّا الذين استدرجهم الشيطان ، ليكونوا أعداء لله - علماً أن الشيطان ، نفسه ، لايجرؤ ، أن يكون ، عدوّاً لله - ! أمّا هؤلاء ، فلهم شآن آخر!
وسوم: العدد 880