ليست مجرّد عِبَر؛ إنها واقع حيّ : الساقطُ مَن آثرَ حياة الذلّ ، لا مَن قُتل عزيزاً !
أيّهما العزيز، في القديم :
مَن شربَ ، من نهر طالوت .. أم مَن اغترف غرفة بيده ، وانتصر في الحرب ؟
مَن انسحب من حرب أحُد ، قبل نشوبها ، متذرّعا بذرائع واهية .. أم مَن قاتل فيها، وقُتل ؟
مَن تخلّف ، من المنافقين ، عن معركة تبوك .. أم مَن عانى من وطأتها، وأرضى الله ورسوله ؟
أيّهما العزيز، في الحديث :
مَن قُتل ، في مجزرة رابعة .. أم مَن خنع ، للمجرمين ، فخنقوا صوته ، وجعلوا حياته جحيماً ؟
مَن استسلم ، لزبانية الأسد ، وسلّمهم سلاحه ، بضمانات روسية ، يعرف قيمتها، عند أصحابها الروس ، حلفاء الأسد وحُماته ، ويعرف مدى الالتزام بها .. فاستعبده رجال الأسد .. أم مَن رفض الاستسلام ؟
مَن نصّب نفسَه معارضاً ، لحكم الأسد ، والتحق بركب الثورة ، وعاش مع الثوّار شهوراً ، واكتسب سمعة ثائر.. ثمّ عاد صاغراً ، صغيراً ، إلى ( حضن الوطن ، أي حضن الأسد!) .. أم مَن ثبت على موقفه ، ودفع ثمن الموقف ، محترماً نفسَه ، وحاصلاً على احترام الآخرين ، من أبناء وطنه ؟
مَن باع نفسه لمعمّرالقذافي ، ولابنه ، وذهب بذهابهما.. أم مَن ظلّ معارضاً لهما ، حتى انتصرت الثورة ؟
مَن وظف نفسه مرتزقاً ، لدى مَن يدفع له الفلوس ، فهلك ، مادّياً أو معنوياً ..ولم يحظ حتى بقبر، يضمّ جثته ، ولم يُسلم جثمانه لأهله .. أم مَن دافع عن بلاده ، برجوله وصبر، فاكتسب أجر الصادقين ، ونال عزّ الدنيا ، راجياً نيلَ العزّ، في الآخرة ؟
وسوم: العدد 884