الإبَاحِيَّةُ الاجْتِمَاعِيَّةُ

د. حامد بن أحمد الرفاعي

خِلَال الحِوَارِ الذِي جَرى في 21 / 05 / 1424هـ - 21 / 07 / 2003م. مَعَ وَفْدٍ أمريكيٍّ رَفِيِعِ المُسْتَوى بِرِئَاسَةِ المِسْتِر لُورن كرنر / نَائُبُ وَزِيرِ خَارِجيَّةِ أمَرِيكا الأسْبَقِ(كُولن باول), وَبِحضُورِ المِسْتِرِ / رُوبْرت جُوردن - السَفِيرِ الأمَرِيكيِّ الأسْبَقِ في الرِيَاض - المملكة العربية السعودية.. قُلْتُ: لِرَئِيسِ الوَفْدِ: إنَّ أمَرِيكا اليَوْمَ مُهَدَدَةٌ بِالانْهِيَارِ , بِسَبَبِ قَرَارِهَا المَشْؤومِ الذَي اتْخَذَتْهُ عَامَ 1963م , بِشَأنِ السَمَاحِ بِالإبَاحِيَّةِ الاجْتِمَاعيَّةِ, الذَي أغْرَقَ مُجْتَمَعَكُم بِشَتَى أنْوَاعِ الجَرِيِمَةِ - على حد تعبير- معالي السيد جيمس بيكر/ وزير خارجيتكم الأسبق.. فَقَاَلَ: وَمَاذَا قَالَ بِيكَر ..؟   قُلْتُ: نَشَرَت صَحِيفَةُ لُوس أنْجلوس مَقَالاً لِجِيِمْس بِيكَر تَحتَ عِنوان "أزْمَةُ القِيَمِ تُكِّلفُنَا كَثِيراً". وَنَشَرتَه صَحِيفَةُ الشْرقِ الأوْسَطِ الدَوْلِيَّةِ في عَدَدِها (5730) تاريخ 10 / 7 / 1994م , بِتَرْخِيصٍ مِنْ خِدْمَةِ ( لُوس أنجلوس تايمز ) جَاءَ فيِه: " تَدَهْورُ القِيَمِ الاجْتِمَاعيَّةِ سَبَبٌ لِارْتِفَاعِ الفَسَادِ الانْفِجَارِيِّ في أمَرِيكا.. إنَّ 73% مِنَ الأمَرِيكيين قَلِقُون مِنْ أنَّ الأمَةَ تُعَانِي مِنْ انْحِدَارٍ أخْلَاقيٍّ.. وَهُم عَلَى حَقٍ في قَلقِهم هَذَا.. فَالْجَرِيِمَةُ تُكلِّفُ الاقْتِصَادَ الأمَرِيِكيِّ أكْثَرَ مِنْ 600 بليون دُولار سنوياً.. وَيَخْتِمُ مَقَالَتَه بِعِبَاَرةٍ مُــؤثِّرةٍ قَائِلاً: " إنَّ المَسْؤولِيَّةَ الشـَـْخصِيَّةَ هِي مَا جَعلَنَا شَعْباً قَويًّاً.. أمَا الاسْتِمْرَارُ في أزْمَةِ القِيَمِ فَسيُحّولُنَا إلى شَعْبٍ ضَعِيفٍ". قالَ المِسْتِر كرِنَر: أشْكُرُ لَكُم مُلَاحَظَاتِكُم الجَرِيئَةِ , وَكنْ عَلَى ثقةٍ أنَّها مَوْضِعُ عِنَايةٍ واهتمامٍ.. ثُمَّ قَالَ: " وَمَاذَا تَقْتَرِحُ مِنْ أجلِ المَزِيدِ مِنَ التَعَاُرفِ ..؟ ". قُلتُ: اسْتِمْرَارُ الحِوارِ بكُلِّ شفافيِّةٍ ومصداقيِّةٍ.. فَالمُشْتَرَكُ الثْقَافيُّ بَينَنَا كَبِيرٌ.. فَعَلِنَا أنْ نَتَحَمَل مَسْؤولِيَتِنَا تِجَاه أجْيَالِنَا فَهُم أمَانَة ٌ فِي أعْنَاقِنِا.

وسوم: العدد 885