اللبواني والنظرية النازية في الإعلام
تسجيل صوتي للبواني الذي اعتاد تسجيل مقطعّات صوتية عبر غرف الواتساب يبشّر من خلالها بخيالاته أو أنه (ممن اطلع الغيب او اتخذ عند الرحمن عهدًا) ، تسريب كشف مستوى التدني الذي وصل له، وأعطى خصومه قوةً لم يكونوا يحلمون بها ، لاسيما على المستوى الشعبي، بعد أن انهارت أسهمهم وباتوا شماعة للأخطاء ، بل سببًا لانكسار الثورات وفي القلب منها الثورة السورية ، بسبب الضخ الإعلامي الموجه ضدهم ، ليأتي تسجيل اللبواني فيرفع من تلك الأسهم ويترك أكثر من علامة استفهام حول من يستهدفهم أو يحرك خصومهم، ولحساب من ؟
تعود علاقتي بكمال لبواني لعام 2001 ، وقد كان ملفتًا للنظر بجرأته وطروحاته ،ودماثة أخلاقه ، ثم جمعنا السجن بعد ذلك ، وفي الثورة السورية عُرف اللبواني بتقلباته ، فتارة يدافع عن النصرة (وله لقاء على الاتجاه المعاكس) وتارةً يهاجم الإسلاميين وفي القلب منهم الإخوان ، وقد كانت العلامة الفارقة للبواني زيارته للكيان الصهيوني ومن ثم العمل على تجميع عدد من المعارضين ممن ظنّوا أنّ الحل عند الصهاينة ، فسوقوا للعلاقات معهم، وهم يقدّمون خدمة للنظام الطائفي – المدعوم صهيونيًا – بوسم الثورة بالعمالة للصهاينة وهم يحسبون أنهم يحسنون فعلاً !
قبل نحو سنتين، وفي جنيف ، التقيت باللبواني ، وكان مدعوًا لمجلس حقوق الإنسان ، وبدأ يكيل لي المدح أمام السفير “فرج فنيش” في مجلس حقوق الإنسان ، وعندما سأله مع من تعمل ؟ ردّ اللبواني : مع الموساد الإسرائيلي ! قالها وهو يفاخر بها أو كأنها صفة مشرّفة !
سبق أن لاحظت على الرجل أنّه منفصل عن الواقع أو أنه يعيش شخصيتين أو أكثر ، وبات ديدنه الكذب ، فقد تكلّم في أكثر من تسجيل عن أشياء ولم تقع ، وبشّر بأمور ولم تحصل ، ثم بدأ يصدّق ما يكذب أو يسوق لتلك الأكاذيب ، ومنها قوله على الاتجاه المعاكس قبل شهرين إنه عالجني من انفلونزا الخنازير في السجن ! وقد رددت بمقال كذّبته فيه ، وقبل أيام ظهر مدعيّا أنه وأسرته أصيب بالكورونا ، فأصبحتُ على قناعة تامة بأنّ الرجل بات يعيش في شخصيات متعددة ، تارة السياسي المعارض وأخرى الرئيس القادم ، وصاحب الأسرار التي لم يطلع عليها أحد ، والطبيب الرحيم الذي يبيّن للناس جشع الأطباء ومحتكري الدواء في العالم !
في تسجيله الأخير- وقد أكدّ لي عدد من الإخوة – أنّه موجه لشاب متقلب مثله يعيش الآن في النمسا ويزور الكيان الصهيوني ومعادٍ للإسلاميين ، وقد كان من قبل يُطبّل لهم ، ويعمل في القنوات السلفية ، ومفاخرًا بالنصرة أيضًا على الاتجاه المعاكس ، وقبل الثورة كان يعمل مع خدام ، في هذا التسجيل يعرفنا على مدرسته في الإعلام ، مدرسة تقوم على البهتان والتلفيق ، ففي كل سوء وجرم ينصحه بزج الإخوان في الموضوع ، والغاية أن يرسخ عند الناس أن السوء مصدره الإخوان ، مفاخرًا أنه يسير على نهج النازية في إشارة لوزير هتلر غوبيليز في نظريته الشهيرة في ترديد الكذب حتى يصدّقه الناس !
علاقتي القديمة بالإخوان – باتفاقي واختلافي معهم – تؤكد أن الهجمة عليهم مصدرها إسرائيل ، وأن إعلام أبناء زايد وإعلام السيسي وحلف الثورات المضادة يعمل بتوجيهات الصهاينة ، ومن ثم وصولاً للبواني ومن معه ومن على شاكلته ، وهو عمل منظّم وليس فرديًا .
وقد حزّ في نفسي أن ينتهي اللبواني إلى هذا المستوى ، وهو يفاخر بتسويق الإساءات عن الناس وعن القدرة على البهتان ، وتذكرت حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم :
أتدرون ما الغِيبة؟ قالوا: الله ورسوله أعلم، قال: ذكرك أخاك بما يكره قيل: أفرأيت إن كان في أخي ما أقول؟ قال: إن كان فيه ما تقول فقد اغتبته وإن لم يكن فيه فقد بهَتَّه.
وسوم: العدد 885