التِقَنِيَّةُ .. وَ العَبَثُ السِيَاسيُّ
اتَصَلَ زَمِيلٌ مِنْ عُلَمَاءِ الكِيِميَاءِ الذْريَّةِ النَوويَّةِ وبَعْدَ تَبَادُلَ التَحيَّاتِ.. قلتُ: مَاذَا عِنْدَكَ مِنْ جَدِيدٍ ..؟ قالَ: مَا عِنْدِي هَذِه المَرَةِ لا يَدْخُلُ في اهْتِمَامَاتِنَا الكِيميَائيَّةِ المُشْتَرَكَةِ.. قُلتُ: ومَا ذَاك..؟ قالَ: حَالَةُ القَلَقِ والخَوفِ وَالرُعبِ التي تُفْرِزُهَا السِيَاسَاتُ البَشَرِيَّةُ الجَارِيَّةُ.. مِمَّا يُدَمِرُ رَوَائِعَ مُنْتَجَاتِ الابْتِكَارَاتِ العِلمِيَّةِ والتِكنَولوجيَّةِ.. وهَا هُمُ العُلَمَاءُ يُرَدِدُن عِبَارَةَ:(نَحْنُ نُنْتِجُ وهُم يُدَمِرُون.. وأنَّ مَا تَصْنَعُهُ عُقُولُنَا وأيْدِينَا.. تُدَمِرُه السِيَاسَاتُ العَابِثَةُ في لَحَظَاتٍ). قلتُ: ومَا الحَلُ..؟ ومَا العَمَلُ ..؟ قَالَ: مِنْ أجْلِ ذَلِك اتَصَلتُ بِكِم لِمَا أعْلَمُ مِنْ اهْتِمَامِكُم بِهَذَا الشَأنِ.. قُلتُ: بِكُلِّ تَأكيِدٍ أنَّ مَا يَجْرِي مِنْ تَنَاقُضٍ بَيْنَ رَوَائِعِ الإنْتَاجِ العِلْمِيِّ وَالتِقَنِيِّ وَبَيْنَ مَا هُو جَارٍ مِنْ عَبَثٍ سِيَاسِيٍّ عَالَمِيٍّ مُدَمْرٍ .. لَهُو بِحَقٍ أمْرٌ مُقْلِقٌ وَمُرْعِبٌ.. وَالحَلُ: هُو فِي إعَادَةِ النَظَرِ في بُنْيَةِ العَقْودِ الاجْتِمَاعِيِّةِ العَالَمِيِّةِ والإقْلِيمِيَّةِ, وتَنْقِيحُهَا مِنْ مَبَادِئ الفَسَادِ والإفْسَادِ , وتَدْعِيِمُهَا بِقِيمٍ أخْلَاقيَّةٍ وسُلوكِيَّةٍ بَنْاءَةٍ ..مِمَّا يُؤْهِلُهَا لِتَكُونَ أسَاسًا صَالِحًا لِسَيْرٍ حَضَارِيٍّ عَادِلٍ وَآمِنٍ.. قَالَ: ومَا هِي أسُسُ ومُنْطَلقَاتِ العَقْدِ الاجْتِمَاعِيِّ الرَاشِدِ الآمِنِ..؟ قُلتُ هِي التِزَامُ قِيَمِ:
- الإيِمَانُ بِاللهِ تَعَالى.
- العَدْلُ.
- الأخُوةُ الإنْسَانِيَّةِ.
- قُدْسِيَّةُ حَيَاةِ الإنْسَانِ.
- قُدْسِيَّةُ كَرَامَةِ الإنْسَانِ.
- قُدْسِيَّةُ حُرِيَّةِ الإنْسَانِ.
- قُدْسِيَّةُ مَصَالِحِ الإنْسَانِ.
- قُدْسِيَّةُ التَكَامُلِ المُنْصِفِ بَيْنَ مَسْؤولِيَاتِ الرَجُلِ والمَرأةِ في الحَيَاةِ
- قُدْسِيَّةُ سَلَامَةِ البِيئَةِ بِشَقْيها (الاجْتِمِاعِيِّ وَالجَغْرَافِيِّ).
قَالَ: ألا تَرَى أنَّ البَشَرِيَّةَ اليَوْمَ بِحَاجَةٍ إلى أنْمُوذَجٍ سِيَاسِيٍّ واقِعِيٍّ يُصَدِقُ مَا تَقُولُ ويُشَجِعُ النّاسَ علَى اتْبَاعِهِ..؟ قلت: بِكُلَّ تَأكيِدٍ هَذّا مَطْلَبٌ مَوْضُوعِيٌّ وَجَلِيلٌ.. وَهُو- وللهِ الحَمَدُ - مَوْجُودٌ إنَّه المَمَلَكَةُ العَرَبِيَّةُ السُعُودِيَّةُ.. فَمَنْ أرَادِ أنْ يَطْمَأنَ لِمَا نَقُولُ ..؟ فَمَرْحَبًا بِكُلِّ البَاحِثِين عَنْ الحَقِيقَةِ فَالأبْوابُ مُشَرَّعَةٌ مَعَ المُودَةِ والتَقْدِيرِ.
وسوم: العدد887