تَعَالَوا لِنُغْلَبَ ..
انْطِلَاقاً مِنْ حُسنِ النيِّةِ.. وإيِمَاناً بِأنَّ لَيْسَ هُنَاكَ أحَدٌ مِنْ حَيْثُ الأصْلِ مُتَهمٌ بِإخْلَاصِهِ وحُبّهِ لِوَطَنِهِ لِقَوْلِه تَعَالى: "وَلَوْ أَنّا كَتَبْنَا عَلَيْهِمْ أَنِ اقْتُلُوَاْ أَنْفُسَكُمْ أَوِ اخْرُجُواْ مِن دِيَارِكُمْ مّا فَعَلُوهُ إِلاّ قَلِيلٌ مّنْهُمْ", ولِقَوْلِه تَعالى:" قَالُوا وَمَا لَنَا أَلا نُقَاتِلَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَقَدْ أُخْرِجْنَا مِنْ دِيَارِنَا وَأَبْنَائِنَا". وحِرْصًا مِنًّا علَى وحْدَةِ المُجْتَمَعِ وأمْنِهِ وسِيَادَةِ الوَطَنِ وعِزْتِهِ.. نَقُولُ: تَعَالَوا لِنُغلَبَ مَعًا لِيَنْتَصِرَ الوَطَنُ. فَحُبُ الوَطَنِ مِنَ الإيمَانِ, فَقَدْ جَاءَ في الأثَرِ أنَّ رَسُولَ اللهِ صلى الله عليه وسلم يَوْمَ الهِجرةِ نَظَرَ إلى مَكَّةَ المُكَّرَمَةَ وقَالَ:" وَاَللَّهِ إنَّكِ لَخَيْرُ أَرْضِ اللَّهِ، وَأَحَبُّ أَرْضِ اللَّهِ إلَى اللَّهِ، وَلَوْلَا أَنِّي أُخْرِجْتُ مِنْكِ مَا خَرَجْتُ " ولِقَوْلِه صلى الله عليه وسلم لِمَكَّةَ المُكَّرَمَةَ :" مَا أَطْيَبَكِ مِنْ بَلَدٍ وأَحبَّكِ إلَيَّ، وَلَوْلَا أَنَّ قَوْمِي أَخْرَجُونِي مِنْكِ مَا سَكَنْتُ غَيْرَكِ ". أجَلْ إنَّ حَصَانَةَ وَسِيَادَةَ وَعِزْةُ الوَطَنِ لَهِي مِنْ مُرْتَكَازَاتِ عِزْةِ أهْلِهِ وَمُواطِنِيهِ.. وَانْتِصَارُ الوَطِنِ وَعِزْتُهِ وَسِيَادَتُهِ, هُو المِعْصَمُ المَتِينُ الَذِي يَجمَعُنَا, فَإذَا شُلَّ شُلَّت حَرَكَتُنَا وَمَاتَتَ قُدْراتُنَا.. فَبِالْوَطَنِ نَكُونُ.. وبِسِيَادَتِهِ نَقْوى.. وبِاسْتِقرَارِه نَأمَنُ.. وفي ظِلَالِ عِزَّتِهِ نُنْتِجُ ونُبْدِعُ.. أجَلْ تَعَالَوا لَيُغْلَبَ كُلٌ مِنَّا لِلآخَرِ لِيَنْتَصِرَ الوَطَنُ.. فَبِانْتِصَارِ الوَطَنِ نُقْلِعَ مِنْ سَاحَاتِ الرُكُودِ والتَخَلُفِ.. ونُحلِّقَ فِي آفَاقِ التَقَدُّمِ والارتِقَاءِ والإبْدَاعِ.. وَبَعْدُ ألَيْسَ كُلٌ مِنَّا يَتَمَنى ذَلِك..؟ أيْنَ الخَلَلُ..؟ أحْسَبُ أنَّ الخَلَلَ يَكْمُنُ في غِيَابِ تَمَامِ الفَهْمِ الصَحِيحِ لِمَعَانِي المُوَاطَنَةِ السَامِيَةِ .. والتِي مِنْ أبرَزِهَا حُبُ الوَطَنِ , والإيِمَانُ بِحَاجَةِ كُلِّ مُواطِنٍ لِلآخَرِ.. أجَلْ نَحْنُ بِحَاجَةٍ إلى مُواطَنَةٍ رَاشِدَةٍ ..تَبْنِي ولَا تَهْدِم.. تُجْمَعُ ولَا تُفَرِّقُ.. آمُل أنْ يَتَحَقَقَ لَنَا ذَلِكَ ..واللهُ المستعانُ وهُو سُبحانَه الهَادي إلى سَواءِ السْبِيلِ.
وسوم: العدد 888