هل ضاع داهية الحرب ، بين الدواعش .. وضاع داهية السياسة، بين المنصّات؟
خالد بن الوليد ، داهية في الحرب ، غير منازَع .. وعمرو بن العاص ، داهية في السياسة ، غير منازَع .. فهل ضاعا ، في الزحام ، اليوم ؟
هل ضاع خالد بن الوليد ، بين الدواعش وأمثالهم .. وضاع عمرو بن العاص ، بين التحالفات والائتلافات والمنصّات ؟
إذا كان الرجلان القديمان الداهيتان ، قد ماتا من زمن طويل، أفليس لهما أشباه وأمثال، اليوم؟
وهل عقمت الأمّة ، أن تلد مثل خالد .. وعقمت ، أن تلد مثل عمرو ، وهي في أمسّ الحاجة ، إلى كلّ منهما ؟ قديماً ، قال الخليفة الصدّيق : أعجزت النساء ، أن يلدن مثل خالد ؟ ويُسأل ، اليوم ، السؤال ، ذاته مَزيداً عليه : أعجزت النساء ، أن يلدن مثل عمرو بن العاص ؟ وهذه الزيادة اقتضاها ، واقع حال المسلمين ، اليوم ، الضائعين ، بين دواعش الحرب ، ورُوَيبضات السياسة ! وقد قال الفاروق ، حين كَلّفَ عمرو بن العاص ، بمجابهة أرطبون الروم : رمَينا أرطبون الروم ، بأرطبون العرب ! ذلك ؛ أنّ أرطبون قائد الروم ، كان داهية مميّزاً !
معلوم أن الرجلين ليسا موجودَين ، والمقصود مِثلاهما ! لكن ، أين هما ؟ وهل يكفي أن يكونا موجودين ، دون أن يحسّ بوجودهما أحد ؟
وإذا كان موجودين ، فهل يجب أن يقدّم كلّ منهما نفسَه ، لقومه .. أم يجب أن يقدّم كلاًّ منهما ، مَن يعرفه ، ممّن هم قريبون منه ؟
نابوليون بونابرت ، يقرّر ، بشدّة : أنّ على القائد الأعلى ، أن يبحث ، بين ضباط جيشه ، عن القادة المميّزين ؛ لأن ذوي الكفاءات ، لايعرضون كفاءاتهم على الناس؛ ولا سيّما رؤسائهم ، فكفاءاتهم تأبى عليهم ذلك ! إنّما القادة العاديون ، من الضعاف والمتملّقين ، هم الذين يتقرّبون إلى رؤسائهم ! وهؤلاء لاخير فيهم ، لقيادة الجيوش!
وقد يقال : إن الظروف ، التي أنجبت القائدَين المميّزين ، ليست موجودة ، اليوم ! فيُردّ على هذا ، بأن القائد المميّز ، يصنع الظروف ، التي تضمن له النجاح !
وسوم: العدد 889