حال دمشق اليوم، دمشق اليوم
هي مدينة تصمت فيها التناقضات الصارخة!
مدينة قاحلة، وسط غوطة غناء يتغنى بها التاريخ ويمر بها نهر خالد!
مدينة ثرية، أهلها تحت خط الفقر وربما معدمون!
مدينة زراعية صناعية، تستورد كل مستلزمات الحياة!
مدينة تصدر كل شيء، وتحتاج كل شيء!
مدينة شعبها جائع، وتصدر الخرفان والألبان والخضروات!
مدينة بيوتها هي إحدى الأغلى في العالم، وسط غابة عشوائيات تجتاح معظم مساحتها!
مدينة تمتلك أقدم الشرائع، وفيها كل أنواع المخالفات!
مدينة جامعتها كانت متصدرة، وبات ترتيبها الآن 3500 على العالم!
مدينة علمها متراجع، ومن طلابها من هم متفوقون حول العالم!
مدينة مشافيها المحلية "سلامتك" وأطباؤها حول العالم مطلوبون وملاحقون!
مدينة يقال إنها تخلفت عن ركب الرقميات، والغرب استقطب وسرق مبرمجيها!
مدينة بيوتها نظيفة وشوارعها وحدائقها يا ساتر!
مدينة هي أقدم عاصمة في التاريخ.. ويسعون لأن يكون وسطها حديث مهلهل!
كل شيء متناقض بدمشق اليوم!
فرح وحزن..
غنى وفقر..
إسراف وجوع..
غلاء ورخص..
وفرة وانعدام..
حب وكراهية..
أخلاق ووضاعة..
رقي وخسة..
حتى أهلها يعشقونها ويكرهونها..
يتجذرون بها وينتظرون أول فرص الهجرة!
ألم أقل إنها مدينة باتت تحمل التناقضات...
تناقضات تصمت.. بصوت عال
سورية الله حاميها..
وسوم: العدد 892