إذا كان حجاب مغربية في فرنسا رمزا للخضوع في نظر العلمانية الفرنسية فإن تعري فرنسية في المغرب تفسخ وانحلال
إذا كان حجاب مغربية في فرنسا رمزا للخضوع في نظر العلمانية الفرنسية فإن تعري فرنسية في المغرب تفسخ وانحلال وتهتك في نظر الإسلام
إلى متى ستظل العلمانية في فرنسا تضايق المحجبات وتضيّق عليهن الخناق ؟ فمرة أخرى تعرضت المحجبة مريم بوجيتو وهي من أصل مغربي حاملة للجنسية الفرنسية للمضايقة في البرلمان الفرنسي بسبب لباسها الإسلامي إلى درجة انسحاب بعض أعضائه احتجاجا على حضورها واعتبار حجابها رمزا للخضوع.
ومقابل ما تتعرض المسلمات في فرنسا بمن فيهن الحاملات للجنسية الفرنسية من أصول إسلامية من مضايقة ظالمة وإهانة صارخة، تجول الفرنسيات العلمانيات عاريات كاسيات مستهترات متهتكات في كل شوارع المدن المغربية لا أحد يضايقهن أو يشتمهن بل يجدن من الاحترام ما لا ينعمن به في بلدهن العلماني .
فإلى متى سيستمر الوضع على هذا الحال، مسلمة تهان في بلد علماني ،وعلمانية محترمة في بلد مسلم بل لها شأن عند المستلبين حضاريا وثقافيا ممن انسلخوا من هويتهم الإسلامية ،وتفرنسوا أكثر من الفرنسيين ثقافة، وسلوكا، وعادة وتطبعا .
ومن المثير للسخرية أن فرنسا العلمانية لم تبارح موقفها المتشنج من لباس المرأة المسلمة ، وهي تفاخر بالديمقراطية، والحرية، والأخوة، والمساواة، وحقوق الإنسان، وقيادة ما يسمى بالعالم الحر... فأية ديمقراطية، وأية حرية، وأية أخوة ، وأية مساواة ، وأية حقوق إنسان لا تسمح لامرأة مسلمة بممارسة حريتها في اختيار لباسها ، وتحاول إجبارها على التعري المبتذل لجسدها ولكرامتها الآدمية؟
ألا تخجل فرنسا العلمانية من تصرفها الأرعن تجاه مواطنة فرنسية مارست حريتها في اختيار دينها ولباسها ؟ ونحن في القرن الواحد والعشرين الذي تفصله قرون طويلةعن عصر الظلمات الذي كان الناس فيه في أوروبا عموما وفي فرنسا خصوصا يحرمون من اختيار دينهم ومن ممارسة تدينهم ، ومن ارتداء ما يختارونه من ألبسة . فأي فرق بين موقف متعصبي الكنيسة الأوروبيين في الماضي ، وبين متعصبي العلمانية منهم في الحاضر ؟
ماذا لو أن فرنسية تجنست بالجنسية المغربية ،وحضرت جلسة برلمانية عارية كاسية، فانسحب برلمانيون مغاربة بسبب هيأتها معتبرين ذلك تهتكا واستهتارا منها ؟ لا شك أن دنيا العلمانية الفرنسية ستقوم ولن تقعد .
مؤسف جدا أن تظن العلمانية الفرنسية أنها رمز للتحضر، وهي غارقة في وحل حضيض التخلف تقيّم الناس على أساس ألبستهم وهيئاتهم دونما نظر إلى مستوياتهم الفكرية ،ودونما اعتبار لكرامتهم الإنسانية ، ودونما احترام لخياراتهم العقدية والثقافية .
ولقد صدقت البرلمانية العلمانية المنسحبة من جلسة البرلمان الفرنسي بسبب حجاب مريم بوجيتو والذي اعتبرته رمزا للخضوع ، نعم لقد صدقت فهو خضوع لله تعالى الذي أمرها بارتداء لباس ساتر لجسدها وصائن لكرامتها وقدصفه لها بدقة في محكم التنزيل ، خلاف لباس المرأة العلمانية التي تحدده مسارح عرض الأزياء، وهو كاشف لمعظم جسدها ،وممتهن لكرامتها ،وهي تعرض كسلعة على الحضور، تهز أردافها متكسرة في مشيتها، مثيرة لغرائز الذكور ، وهي بذلك خاضعة لأهوائهم ، فشتان بين خضوع للخالق سبحانه وتعالى ، وبين خضوع لهوى المخلوقات .
لقد بدت مريم بوجيتو في البرلمان الفرنسي شامخة شموخ دينها الشامخ الواسعة آفاقه ، وبدا المنسحبون بسبب احتجاجهم على حجابها مندحرين خزايا من ذل علمانيتهم الضيقة آفاقها ،وإن العزة لله ولرسوله وللمؤمنين .
وسوم: العدد 895