تدخّل الدول في دولة ما ، هل يلغي شعبها، أو يهمّشه، أو يشرذمه بين المتدخّلين؟

في كلّ شعب : فئات حقوقية وسياسية .. وواجهات اجتماعية.. ونُخَب من أصناف شتّى ، ثقافية وعلمية .. وغيرها !  

فهل يُلغي تدخل الدول ، في هذه الدول ، تلك المجموعات كلّها ، أو يهمّشها ، أو يشرذمها مزقاً ، بين المتدخّلين ، كما يلغي سائرَفئات الشعب ، ويهمّشها، ويشرذمها ، ويمزّقها ، بين القوى المتدخّلة في الدولة !؟ 

أن يقول فرد ، من عامّة الشعب ، من فئاته الحرفية ، أو من الباعة  المتجوّلين ، أو من أصحاب المحلاّت المخصّصة ، لبيع الحاجات المنزلية .. أن يقول واحد من هذه الفئات : نحن مغلوبون على أمرنا ، لا حول لنا ولاقوّة ؛ فقد يكون قوله سائغاً ، عقلاً أو سياسة !  

وأمّا أن تقول فئات ، تُعَدّ من نخب المجتمع : سياسياً ، واجتماعياً ، وثقافياً ، وعلمياً.. مثل هذا الكلام ،  وتظلّ تَجأر بالشكوى والصراخ : نحن مظلومون ، مضطهدون ، مسحوقون ، ممزّقون ، مهمّشون .. ولا نملك من أمرنا شيئاً ، ولا نعرف ماذا نفعل.. فهذه طامّة ، تصنعها النُخَب لشعوبها ، قبل أن يصنعها المتدخّلون والمحتلّون !  

وعندئذ ، يصبح السؤال ، عن الفروق بين : الجاهل والمتعلم .. وبين القانوني الخبير والعتّال البائس .. وبين العامّي والمثقّف .. وبين السياسي المتمرّس ، والذي لايفقه شيئاً من أمور السياسة .. عنذئذ يصبح السؤال ، عن الفروق بين هؤلاء ، عبثاً ! 

وسوم: العدد 895