جالياتنا بين أحزاب اليمين وأحزاب اليسار الأوروبية
لا شك أن انخراط جالياتنا في أوروبا في العملين السياسي والاجتماعي مسألة في غاية الأهمية.
فهو السبيل الوحيد للمطالبة بحقوق الجاليات وفهم الجتمعات الاوروبية ومؤسسات الاتحاد الاوروبي وكيفية عملها والتأثير فيها.
بكلام آخر، السياسة ممارسة لا تنظير وعمل على الأرض حتى تثبت أنك موجود.
وكثيراً ما حيرتنا مسألة العمل مع أحزاب اليسار أو اليمين، وإن كانت أحزاب اليسار هي المأوى الأول لمعظم أبناء الجاليات، خاصة مع الانحدار الذي تبديه أحزاب يمين الوسط مؤخراً وتبنيها شعارات عنصرية وفاشية، في سعيها للحفاظ على جمهورها وعدم استقطابه من قبل اليمين المتطرف.
في المقابل هناك الكثير من التحفظات على ممارسات وشعارات اليسار، خاصة يسار الوسط، تلك الشعارات التي تصل في كثير من الأحيان إلى حد النفاق والخداع بحثاً عن الأصوات.
ونحن كجاليات لنا خصوصية لا يمكننا إغفالها وهي أن لنا قضايا مصيرية في بلادنا، وأن بلادنا تعاني من هيمنة واحتلال تدعمه قوى عالمية وغربية. وبالتالي، تبقى هذه القضايا حاضرة في أذهاننا في كل خطوة أو عمل نقوم به.
وبما أن التسليم المطلق لأي حزب سياسي هو عملية غير مأمونة، فإن الذي يبقى لنا هو تشكيل هيئة أو كيان انتخابي واضح العدد وواضح الأهداف، وذلك ليظهر لجميع الأحزاب في الساحة الأوروبية أننا رقم لا يمكن تخطيه، وأن متاجرة أي حزب بقضايانا سيجعله يدفع الثمن في أول انتخابات مقبلة.
ليس المطلوب تشكيل حزب أقلوي، فهذه تجربة لن تنجح.
المطلوب أن يكون هناك كيان انتخابي للجاليات لا ينتمي الى اليمين ولا الى اليسار، بل يصرح أن لديه أعداداً معينة من الأصوات، وأن يعلن مصالحه ومواقفه، وأن يعطي ما لديه من أصوات للحزب الذي يتعامل بصدق وأمانة مع قضايانا وحقوقنا في أوروبا وبلادنا الأصلية.
عندها فقط ستأخذ جميع الأحزاب السياسية في الاعتبار أنها ستربح من الدفاع عنا، وستخسر في معاداتنا ومعاداة قضايانا.
وإلا فإن ارتهاننا دائما الى حزب واحد أو أيديولجيا واحدة لا يبدو أنه يحقق لنا مصلحة ولا يعيد لنا شيئاً من حقوقنا.
وسوم: العدد 898