هوامش عن ثورة أكتوبر
ثورة 14 أكتوبر المجيدة في يمننا الحبيب، هي ثورة شعب ظل يأبى ولوج بيت الطاعة البريطاني ويهفو للعيش الكريم تحت شمس الحرية، رغم أن الإمبراطورية التي لم تغب عنها الشمس حاولت تغييب هذا الشعب وتحويله إلى قطيع يبحث عن الغرائز ويجري وراء الشهوات فقط، غير آبه بالحرية والوحدة والعدالة والعزة والكرامة!
وإذا كان قد قيل بأن الثورات يخطط لها العباقرة وينفذها الشجعان ويستثمرها الجبناء، فإن ثورة أكتوبر قد جسّدت هذه المقولة بصورة منقطعة النظير، حيث خطط لها عشاق الحرية والكرامة ونفّذها فرسان البطولة والرجولة، وسرقتها مجموعات من لصوص الثورات وأوغاد الشعارات ومن الحثالات التي رباها الاستعمار على عينه، حيث أدرك الإنجليز أنهم بتسليم السلطة لهؤلاء سينتقمون من الشعب شر انتقام وسيجعلون الجماهير تندم على انتفاضها وتَحنّ إلى الماضي الاستعماري البغيض!
واليوم يواصل أولئك الأوغاد والحثالات السّطْو على ميراث هذه الثورة تحت بيارقها، والإجهاز على ما تبقى من أهدافها باسمها، ومن ذلك تجزيئ الشعب وإعادته إلى سلطنات لا تتوافر لها أدنى مقومات الحياة بما فيها مقومات تلك السلطنات التي ابتلعتها ثورة أكتوبر!
ولقد دار الزمن كهيئته قبل نصف قرن ونيف من السنوات، عندما كان الاستبداد يجثم على صدور اليمنيين في الشمال والاستعمار يسطو عليهم في الجنوب، وها هو تحالف الإماميين وأذيال الاستعمار يعيد الهيمنة على هذا الشعب من جديد تحت رعاية كاملة من قوى إقليمية وبتوجيهات تأتي من وراء البحار.
فهل يعيد الشعب الكَرّة من جديد؟ وهل يعلن الثورة مرة أخرى تحت رايات الرجال الذين يقاومون الكهنوت ويرفضون التجزئة ؟
أم أننا سنحتاج إلى تيه آخر وزمن من العبودية والخنوع، حتى نكتشف أن ضريبة الحرية مهما كانت باهضة الثمن تظل أهون بكثير من أثمان العبودية؟
وسوم: العدد 899