متضامن مع كل مظلوم ..
متضامن مع كل سوري مظلوم مذلول مقهور ..
متضامن مع المظلومين تحت كل العناوين والرايات
متضامن مع المعتقلين في ظلمات الزنازين ..
متضامن مع المشردين في زوايا الخيام ..
متضامن مع المهجرين كيفما تصرفوا نبذوا ..
متضامن الجياع المقهورين على أبواب الأفران ترهقهم الذلة ..
متضامن مع إحداهن تقول : يصل أحدهم فيدخل من باب الفرن العريض ، فيملأ سيارته بالخبز ويخرج .. وأنا هنا منذ ثلاث ساعات من أجل ربطة خبز أطعم منها الصغار ..!!
متضامن مع الآخر يقول : ما دفعته للمواصلات أكثر من ثمن الخبز ، كل الأفران في منطقتنا مغلقة ...وأنا هنا منذ ساعتين !! وأقول له : وجدت فدفعت ، فكيف يفعل من لم يجد ..لا للخبز ..ولا للمواصلات ..
متضامن معهم كلهم ، متضامن مع ثالث : يخفي رأسه بين الرؤوس ويقول يكفي ذل وقهر وجوع ..!!
لا تقولوا هذا نتاج الثورة ، ولا تقولوا هذا من مخرجات الثورة ..ولا تقولوا هذا نتيجة الخنوع ، لا يقل لنا أحدهم هذا نتيجة تهوركم وقد حذركم الشيخ سعيد ، ولا تقولوا له هذا نتيجة خنوعكم وقد دعوناكم للثورة فأبيتم ..لا تقولوا هذا ولا ذاك ، بل اجعلوها لحظة للنتضامن جميعا في وجه الظالم من جديد .. ونحن في كل يوم بحاجة إلى صنع ميثاق للثورة جديد ..يضم فريقا ، ويستلحق بركبها آخرين ..
هذا الذي جرى ويجري وسيجري جزء من الاستراتيجية الحياتية المقررة للشعب السوري .. على مستوى التواطئ الدولي منذ قرن من الزمان ...
شعب يجب أن يقتّل ويصلّب ويعذّب .. ويشرّد ..ويظلم .. ويقهر .. ويجوّع حتى ...
هذا ما جاءت تؤكده يوما مادلين أولبرايت على الولد خيفة تقصير أبيه !! أتذكرون ؟! أتذكرون جوابها وقد سئلت : إن الرئيس بشار يعلم ما يجب عليه أن يفعل ..وقد فعل .
ثم هذا ما جاء يضع لمساته منذ أيام المندوب الأمريكي " كاش باتيل " في زيارته الأخيرة ووصيته : حتى لو توقفتم عن القتل ، وعن التهجير ، وعن القصف بالبراميل ؛ فلا تتوقفوا عن التحريق والتجويع ...
مأساة عشنا مثلها على مدى نصف قرن ..
كنت في 1973 - 1974 في دمشق ..
وكان الدور على الأفران طاحنا . وكان القانون الجنتلمان المعمول به : طالب الأربع مرقدات لا يقف على الدور ... ومع أنني كنت في الخدمة العامة فكنا لا ينقذنا من هذه الورطة إلا ذلك القانون ..
ثم عشت الأزمة بعد في حلب ، كنت أصلي الصبح في المسجد ، وأمر على الفرن فإذا الدور طابور ، ويأتي إلى باب الفرن قبل الصلاة ، بعض الذين لا يصلون . ويصل صاحب اللاندروفر ، وكلنا يعرف من هو ، ويلوح على خلفيته الثورية الذي نعرف .. ، فيطلب من بعيد وبصوته الجهوري خمسة عشر كيلو ... أو عشرين ويملأ سيارته ويمضي ..ثم يصل ثان وثالث ...
والحكيم الذي يحشم نفسه ..
يدعو بعضهم منذ أيام إلى إنقاذ ما يمكن إنقاذه ، ومهمة المندوب الأمريكي الذي وصل إلى دمشق التوافق على تدمير ما بقي مما لم يتم تدميره ..
وأعود فأقول أنا متضامن مع كل سوري مظلوم مقهور مذلول ..ولست متضامنا مع الظالمين الذين يفسدون في الأرض ولا يصلحون ، لست متضامنا مع الذين يذلون الناس . أينما كانت مواقعهم في الجغرافيا والديمغرافيا ...
لست متضامنا مع الذي يملأ سيارته بالبنزين أو بالخبز فوق رؤوس الناس ويمضي ..
. قرأت هذا الصباح سؤالا لبعضهم : هؤلاء الذين يعملون أدوات للنظام ، أليسوا يقبضون رواتبهم بالعملة السورية نفسها ، وتذكرت حكاية من الصف الثالث الابتدائي ، ذلك الذي ذهب إلى السوق ليشتري لنفسه حذاء ، ثم تذكر أنه نسي القياس مع الصبي ..
يا له من ذكي ؟!!!
وسوم: العدد 899