مَسالخُ البقَر ومَسالخُ البَشر: مَن يَصنع هذي وتلك ؟ ولمَن ؟ ولماذا ؟
مسالخ البقر: مَن يصنعها ؟ ولمَن ؟ ولماذا ؟
مَن يصنع مسالخ البقر: إنهم البشر، بل بعض البشر : الجزّارون وغيرهم ! ولا يُشترَط أن يكونوا : عقلاء أو حمقى .. بَررة أو فجَرة .. أذكياء أو أغبياء ..!
لمَ يصنع الناس مسالخ البقر؟ لحاجاتهم اليومية : لأكلهم وأكل الناس .. وللتجارة بلحومها : طازجة ومجمّدة !
من يصنع مسالخ البشر: إنهم بشر، كذلك ! لكنهم ذوو صفات شتّى ، وأخلاق شتّى.. ولهم أهداف شتّى !
لكن ، إذا كان البشر لايؤكلون ، ولا يتاجَر بلحومهم .. فلمَ يُجزَرون ؟
هنا ، تحديداً ، تُطرَح أسئلة شتّى مثيرة : بعضها مباشر وسطحي .. وبعضها فكري فلسفي .. وبعضها سياسي .. وبعضها يتّصل بطبائع البشر، وسلوكاتهم وأخلاقهم .. فيقال ، على سبيل المثال :
هل هؤلاء ، المُسمَّون بشراً : هم بشر، على الحقيقة ، أم على المجاز؟
والقلوب التي في صدورهم :هل هي قلوب بشر حقيقيين، أم قلوب وحوش مسعورة ؟
والعقول التي في رؤوسهم: هل هي عقول بشرية حقيقية .. أم هي عقول وحوش مفترسة .. أم هي عقول بقرية ، أصابها مسّ ، أو سُعار.. أو نوع من الجنون ، سُمّي، ذات يوم ، جنون البقر!؟
وهل صُنّاع المجازر البشرية ، هؤلاء : يصنعونها لأنفسهم ، أم لغيرهم ؟
وهل هم مختارون ، يصنعون المجازر، من تلقاء أنفسهم .. أم هم مأمورون من غيرهم ؟
وهل هم يصنعون المجازر البشرية ، من مواطنيهم ، أم من مواطني دول أخرى؟
وهل هم مأجورون ، على مايفعلون ، أيْ: يأخذون أجور أفعالهم ، ممّن يكلفهم بصناعة المجازر البشرية .. أم هم يفعلون ذلك ، تطوّعاً واحتساباً ؟
ولن نَسأل ، هنا ، عن أخلاق صنّاع المجازر البشرية .. وعن إيمانهم بالله واليوم الآخر.. وعن اعتقادهم ، بأنهم سيُسألون عمّا يفعلون ، ويحاسَبون عليه ، يوم القيامة؛ لن نسألهم عن ذلك ، كله ؛ لأن مَن يجترئ ، على سفك دماء الناس ، وتكديس جثثهم، ودفنها في مقابر جماعية .. أو تركهم لهَوامّ الوحش والطير.. لا يخاطَب فيه شيء ، من : عقل ، أو قلب ، أو خُلق .. أو حسّ بشَري !
وسوم: العدد 901