التلوّث البيئي ، والتلوّث البشري .. أيّهما أخطر؟
التلوّث البيئي معروف ، وأسبابه كثيرة ، وتحرص الدول والشعوب ، على مكافحته ، للتقليل من آثاره وأخطاره ! وكلّه ، أو أكثره ، ناجم عن سلوك الناس ، أنفسهم ، ممّا تنفثه مصانعهم من غازات ، في أجواء الكرة الأرضية .. ومِن غيرها !
أمّا التلوّث البشري ، فأسبابه مختلفة ، ومظاهره مختلفة ، وعناصر مكافحته مختلفة ، كذلك!
ومن التلوّث البشري :
تلوّث الأبدان ، بالملوّثات الكثيرة ، من ملوّثات البيئة المذكورة ن آنفاً .. ومن الملوّثات الكثيرة الأخرى : كالأطعمة الفاسدة ، والأشربة الفاسدة .. التي تصنعها المعامل ، لشركات مختلفة ، وتضع لها نكهات ، ذوات طعوم جيّدة ، فتدمّر أجساد البشر! والغاية ، من ذلك ، كلّه ، هي تحقيق الأرباح الطائلة ، لأصحاب الشركات !
ويضاف ، إلى الأطعمة الفاسدة ، والأشربة الفاسدة .. أنواع المنظفات ، التي تصنعها الشركات ، لتنظيف المنازل والأوعية ، وغيرها ؛ إذ تُصنع أكثرية هذه المنظفات ، من موادّ بترولية ،غير صحّية ، تتلف الأيدي التي تستعملها ، وتتغلغل في الأبدان ، عبر الروائح التي تنفثها فيها !
تلوّث العقول ، بالأفكار المنحرفة والهدّامة ، التي تصبّها أجهزة الإعلام المختلفة ، صباح مساء ، في أذهان الناس ! ومن هذه الأفكار، مايُصبّ بحسن نيّة ، ومنها مايُصبّ بسوء نيّة، وعن عمد وتصميم ، لتشويه العقول ، وحَرفها في اتّجاهات شتّى ، عن مناهج التفكير السليمة المستقيمة ! بل إنّ من الأفكار الهدّامة ، مايهدم العقول ، ذاتها ، بتلويث أفكارها، فيجعلها عاجزة عن التفكير السويّ !
تلوّث القلوب ، بالعقائد الفاسدة ، عبر تلويث العقول ، بالأفكار الفاسدة والهدّامة ، التي تضخّها وسائل الإعلام المختلفة ، والكتب التي يكتبها كتّاب ، منحرفو العقائد ، لتضليل الناس ، وتهديم عقولهم ، ومَلء قلوبهم ، بالفساد العقدي والخلقي .. حتى يصبح القلب ، كالقِدر التي يغمرها السواد : مُربادّاً مُجَخّياً ، لايَعرف معروفاً ، ولا يُنكر مَنكراً !
وسوم: العدد 903