كلما ازداد تخلفه العقلي ، ازدادت ثقته بعقله !
كلما ازداد تخلفه العقلي ، ازدادت ثقته بعقله ! فإذا وصل مرحلة الجنون المُطبق ، رأى نفسه العاقل الوحيد في الدنيا !
أهي سنة من سنن الله في خلقه ؟ :
الجاهل والأحمق ، والغبيّ والبليد .. كلما ازداد تخلف أحدهم العقلي ، ازدادت ثقته بعقله ! فإذا وصل مرحلة الجنون المطبق ، رأى نفسه العاقل الوحيد في الدنيا !
وهنا ، يطرح سؤال ، يكاد يكون مصاحباً لنشاة البشرية ، وهو: هل يستطيع العقل ، إدراك نفسه ، ومعرفة حقيقته ؟
في العصر الحديث : تصدّى بعض الباحثين والمفكّرين ، لهذا الأمر، وكتبوا فيه كتابات متنوّعة .. ثمّ ثبت لهم ، أن العقل عاجز،عن معرفة نفسه !
وثمّة مثل شعبي ، يتردّد في بعض المناطق ، هو: كلّ إنسان راضٍ بعقله ، أمّا بماله ، فلا !
وقد زار أحدهم صاحباً له ، في مشفى للأمراض النفسية والعقلية .. وتجوّل في ساحات المشفى ، وحاور بعض المرضى ، فكان كلّ منهم يزعم ، أن كلّ مَن في المشفى مجانين ، وأن كلّ مَن هم خارج المشفى مجانين ، وأنه ، هو ، العاقل الوحيد بينهم ! وكان بين نزلاء المشفى ، نماذج شتّى ، من أصحاب اللوثات العقلية ، منهم : من يحسب نفسه ملِكاً ، ويتصرّف على هذا الأساس ، في لباسه ومشيته ، ونظرته إلى مَن حوله .. ومنهم مَن يرى نفسه ، شرطيّ سير، ينظم حركة السيارات ، بيده ، وبصفارةٍ في فمه ..! وثمّة أصناف كثيرة أخرى ، تثير العجب ، كما تثير الرثاء !
وسوم: العدد 904