انظروا كم لديّ ، من الهوامش والسقوف .. أفأعطيكم منها !؟
تحرص بعض المعارضات السياسية ، في الدول ، عامّة ، على مشاكسة الحكّام ، في منافستهم على السلطة !
ومن المعارضات : الأحزاب السياسية ، والشخصيات النافذة في المجتمعات ، التي لها مصالح سياسية ، أو مطامح سياسية !
وبعض القوى المعارضة ، الحزبية وغيرها ، قد تكون في مؤسّسات تشريعية ، كالمجالس النيابية ، وغيرها !
وقد تطرح بعض هذه المعارضات ، طروحاً فيها مصالح حقيقية للبلاد .. كما قد تطرح طروحاً تعجيزية ، بحسن نيّة ، أو بسوء نيّة ، وقد يكون فيها ، كذلك ، مصالح للبلاد ؛ لكن القدرة على تطبيقها ، تحتاج إلى مناخ مختلف ، وإلى نسق مختلف ، عمّا هو قائم في الواقع!
الأنساق : محلّي وإقليمي ودولي !
النسق المحلّي : مرتبط ، غالباً ، بالنسق الإقليمي ، ومتأثر به ، سلباً وإيجاباً .. قوّة وضعفاً!
والنسق الإقليمي : مرتبط بالنسق الدولي ، ومتأثر به ، سلباً وإيجاباً .. قوّة وضعفاً !
فإذا كان النسق الدولي مشكّلاً ، بطريقة معيّنة ، تهيمن فيها بعض الدول ، القوية الكبيرة ، وتتحكّم بأمور كثيرة ، ضمن النسق الإقليمي ، والنسق المحلي .. فما الهوامش المتاحة للحاكم ، في دولته ، للتحرّك ، بما يناسب دولته ، ويحقّق بعض أهدافها !؟
وإذا كان طموح الحاكم في دولته ، مرتبطاً بالسقف المتاح له ، إقليمياً ودولياً .. فما الذي يستطيع الحاكم فعله ؛ لاسّيما ، حين يكون سقفه منخفضاً ، قريباً من رأسه !؟
هل يستطيع الحاكم ، في أيّة دولة ، وضمن أيّ نظام حكم : ديموقراطي ، أو شبه ديموقراطي ، أو استبدادي .. هل يستطيع أن يمنح المعارضين ، في بلاده ، سقفاً أعلى من السقف المتاح له ، ضمن النسقين الإقليمي والدولي ؟ وهل يستطيع منحهم ، هوامش للعمل في بلادهم ، أوسع من الهوامش المتاحة له ، ضمن النسقين الإقليمي والدولي ؟
تتفاوت قدرات الدول ، كما تتفاوت قدرات الأشخاص ، حكّاما ومحكومين ! ومهما ارتفعت سقوف الدولة ، واتّسعت هوامش حركتها ، تظلّ محكومة بسنّة الدفع ، التي قال عنها ربّنا: (ولولا دفع الله الناسَ بعضهم ببعض لفسدت الأرض ..) . فالله ، وحده ، هو الفعّال لما يريد، القادر على كلّ شيء !
وتظلّ الفروق الفردية بين الحكّام ، تعمل عملها ، من حيث : إخلاص كلّ منهم لوطنه.. وحرصه على مصالحه الشخصية.. وقدراته الذاتية ، على تحقيق طموحاته ، وطموحات بلاده !
مثال : قيل لأحد حكّام مصر: لمَ لانزرع قمحاً في بلادنا ، ونكفي أنفسنا ؟ فسأل الحاكم ، بهدوء : وهل ترضى أمريكا ؟
وسوم: العدد 904