اغلبْ نفسك ، أوّلاً !
يروى عن الإمام ، أحمد بن تيميّة ، قوله : مايفعل بي أعدائي ؟ إن حبسوني ، فحبسي خلوة.. وإن نفوني ، فنفيي سياحة .. وإن قتلوني ، فقتلي شهادة ! فهل قهَر الشيخ نفسَه ، بهذا اليقين أم قهرته ؟ لقد دسّ عليه أعداؤه ، لدى الحكّام ، دسائس شتّى ، واتّهموه تهماً شتّى ، فحُبس وضُيّق عليه ! ولكنه ، في الأخير، لقّب شيخ الإسلام ! وكان شيخاً حقيقياً للأمّة ؛ إذ جاهد، وحضّ المسلمين على الجهاد ، حتى كتب الله النصر للمسلمين ، على أعدائهم !
قصّة توفيق الحكيم : الناسك والشجرة والشيطان !
روى توفيق الحكيم ، قصّة طريفة ، يصلح تطبيقها على الكثيرين ، من أبناء الأمّة ، مفادها:
أن الناس كانوا يعبدون شجرة ، يعتقدون أنها مقدّسة ! فأراد ناسكٌ قطعَها ، ليقطع دابر الضلالات ، المتعلقة بها في نفوس الناس ! وحمل فأسه ، ومضى باتجاهها ليقطعها ! وفي منتصف الطريق ، اعترض سبيله الشيطان ، طالباً منه الكفّ ، عن قطع الشجرة ! لكنه كان مصرّاً على قطعها ! فاشتبك معه الشيطان ، في صراع ، غَلب فيه الشيطان ! لكنه تعِب وعاد إلى بيته ، مصمّماً على قطعها ، في اليوم التالي !
وعاد في اليوم التالي ، إلى الشجرة ليقطعها ، فاعترضه الشيطان ، ناهياً إيّاه عن قطعها ! فأصرّ على القطع ، فاشتبك معه الشطيان ، فصَرع الشيطان ! لكنه تعب ، وعاد إلى بيته ! وفي اليوم الثالث ، حصل الشيء نفسه ! فعلم الشيطان ، أنه لن يغلبه بالقوّة ؛ لِما رأى في نفسه ، من قوّة اليقين ! فطلب منه الشيطان ، أن يترك الشجرة ، وله كلّ يوم دينار ذهبي! وقبل الناسك ذلك ! وصار يتلقّى ، كلّ يوم ، ديناراً ذهبياً ! وبعد أيام ، قُطع عنه الدينار، فحمل فأسه ، ومضى لقطع الشجرة ! فاعترضه الشيطان ونهاه ، فاصطرعا ، فصرعه الشيطان ! فاستغرب هو ذلك ، فقال له الشيطان : حين كنت تصارعنى لإجل عقيدتك ، كنت تَصرعني ، وحين صرتَ تصارعني ، لأجل الذهب ، صرعتك !
وسوم: العدد 904