إنها (الصَكيكة) النموذج .. وعليها فقِسْ !
يقال : اصطكّ الشيئان ، صكّ أحدهما الآخر!
وأكثر مايُستعمل الصكّ ، للضرب بالرجل ، وقد يكون باليد:( فصكّت وجهَها وقالت عجوزٌ عقيم) ! وأكثر استعمال الصكّ ، يكون في تضارب الدوابّ ، ذوات الحافر، فيما بينها ، بحوافرها ! ويُستعمل الصكّ ، في أساليب كثيرة ، بمعان مختلفة !
والصكيكة ، وهي عملية تضارب بالأرجل ، بين دوابّ من ذوات الحافر.. تكون ، في أحيان كثيرة ، في اصطبل واحد ، وقد تكون في العراء !
كان معلم في إحدى المدارس الابتدائية ، يستعمل كلمة :( صكيكة ) ، كثيراً ، مع تلاميذه وغيرهم ، حين يريد زجر شخص ما ، عن الولوج في أمر، ليس له به شأن ؛ لاسيّما ، إذا كان في هذا الأمر، نوع من العنف ، يمارسه بعض الناس ، ضدّ بعض ! فيقول المعلم ، لمَن يريد زجره : أنت ما شأنك ، لتدخل في هذه الصكيكة !؟
وقد حفظ بعض تلاميذ المعلم ، عنه ، هذه العبارة ، فكان بعضهم يردّدها ، في كل مناسبة تقتضيها !
وإذا عرفنا معنى الصكيكة ، صار سهلاً أن ننظر، فيما يجري في عالمنا العربي ! ونبدأ بسورية ، لنزعم أنها الصكيكة النموذج ، لِما عداها ، ممّا يشبهها في العالم العربي ! وعند النظر في الصكيكة السورية ، نرى العجب العجاب :
نرى كلاًّ يصكّ كلاًّ ، بسبب واضح معروف ، وبلا سبب واضح ؛ بارتزاق أو بجهل ، أو بأمر من مجرم داخلي ، أو بإيعاز من عميل خارجي !
الصاكّون والمصكوكون ، أبناء وطن واحد .. وربّما أبناء قبيلة واحدة .. وربّما أبناء مدينة واحدة .. وربّما أبناء أسرة واحدة !
كما أن صكيكة الدواب ذوات الحافر، تكون في إصطبل واحد ، فكذلك قد تكون صكيكة البشر، أو المحسوبين على أبناء البشر!
قد لا يعرف الصاكّ فيمَ صَكّ ، والمصكوك فيمَ صُكّ ! وقد ورد في الحديث الشريف : لا يعرف القاتل فيمَ قَتل ، ولا القتيل فيمَ قُتل !
ويبقى السؤال مطروحاً : هل الصكيكة السورية ، هي ، وحدَها ، في الساحة ؟
لا .. ثمّة صكائك أخرى متنوّعة ، في شرق العالم العربي وغربه ، في : اليمن وليبيا والعراق ، ومناطق أخرى .. ومناطق مرشّحة للصكّ !
ويبقى سؤال آخر مطروحاً ، هو: حبال الصاكّين والمصكوكين ، بأيدي مَن ؟
وليس الحديث ، هنا ، بالطبع ، عن الثورات ، التي قامت ضدّ المجرمين ، بل عمّا يجرى داخل الثورات ، من صكائك !
وسوم: العدد 907