من فوق جيّد ..لكن ، من تحت خَربان !
هذه قصّة حقيقية ، جرت في أحد الأرياف ، ننظر فيها لنرى : هل تنطبق على أحد ، ممّن امتهنوا السياسة ، أو على فريق منهم ؟
كان في إحدى القرى ، رجل فقير الحال ، من الناحية المادّية ، وكان يسير حافياً ، في العادة ! وقد رزقه الله بعض المال ، فاشترى بدلة عربية جديدة ، ولبسها ، وصار يمشي في القرية حافياً ، وهو يرتدي البدلة الجديدة ! فرأته امرأة حضرية ، كانت تسكن في القرية ، لأن زوجها كان يشرف ، على بعض مضخّات الماء في القرية ، فأعجبت ببدلته الجديدة ، ثمّ نظرت إليه ، فرأته حافي القدمين ، فقالت له : أنت من فوق كويّس (جيّد) ، لكن من تحت خَربان ! وذهب كلامها مثلاً ، يُستشهد به ، في كلّ حالة مماثلة !
فهل في ساسة اليوم ، مَن ينطبق عليه هذا المثل ؟
إن نظرة واحدة ، على مايجري في الساحة العربية ، تُظهر لنا نماذج كثيرة ، من الساسة، أفراداً وكتلاً وأحزاباً .. حكوماتٍ ومعارضات ، ينطبق عليها هذا المثل ، تماماً !
على مستوى الحكّام ، نرى حكومات ، لديها : قوانين ودساتير، ومؤسّسات وأنظمة .. لكنها فاسدة ، فساداً كبيراً ، في بنيتها ، بشكل عامّ ؛ بل ينخرها الفساد نخراً ، من قمّة الهرم فيها ، إلى أدنى مؤسّسة في القاعدة !
وبالمقابل ، نرى في المعارضات ، مَن ينطبق عليه المثل ، بشكل كبير، بدءاً بالتسمية ، مثل : تحالف .. ائتلاف .. جبهة .. كتلة .. وانتهاء بأبسط تحرّك ، من التحرّكات السياسية، الصادرة عن هذه الجهة ، بصرف النظر عن اسمها !
وسوم: العدد 908