مُعايد القَريتَين !
نماذج:
قصّة صارت مضرب مثل ، وعليها تقاس مثيلاتها .. وملخّصها : أن أثرياء الناس في القرى ، يحتفلون في الأعياد، ويذبحون الخراف ، ليأكل أهل القرية ، عامّة ، لا سيّما البائسون ، الذين لا يأكلون اللحم إلاّ في الأعياد ! وقد أراد أحد المحرومين ، أن ينتهز فرصة العيد ، ليكثر من أكل اللحم ! فذهب إلى القرية المجاورة ، ليأكل في عيدها ، ثمّ يعود إلى قريته ، ليأكل اللحم في عيدها ! وحين وصل القرية المجاورة ، وجد الناس قد أكلوا طعام العيد باكراً ، وانفضّوا ، فحُرم من طعام عيدهم ! وعجّل في الذهاب إلى قريته ، ليأكل من عيدها ، فوجد الناس قد أكلوا طعام العيد، وانفضّوا ، كلّ إلى بيته ! فحُرم من طعام العيد في القريتين ! فبات يضرب كفّاً بكفّ ، على حرمان نفسه من طعام العيد ، بسبب جشعه، وعدم تبصّره ! فصار مضرب مثل، يُستشهد بحالته، في كلّ حالة مشابهة !
طالب الشيء قبل أوانه ، يعاقَب بحرمانه ! أمثلة :
الوريث الذي يقتل المورّث للحصول على حصّته من التركة : وقد سنّت القوانين عقوبة، لمثل هذا ، بأن حرمته من حقّه في التركة ، عقاباً له ، إضافة إلى العقوبة التي ينالها ، بسبب قتل المورّث !
العامل في السياسة ، الساعي إلى نظام حكم ، لايناسب بلاده وشعبه ، في الظروف التي هو وشعبه وبلاده فيها ، إمّا للصعوبة الشديدة ، في تطبيق نظام الحكم ، الذي يحلم به .. أو لأن شعبه غير مستعدّ للعيش ، في مثل هذا النظام ! وفوق ذلك ، يَصنع الأعداء المختلفون، المتربّصون الدوائر، بهذا السياسي وأمثاله ؛ فيصنعون شعارات ، هي أقوى من شعاراته ، في سبيل هذا الهدف ! ويسخّرون عملاء متمرّسين تابعين لهم ، للعمل على تشويه المساعي، التي يجهد في سبيل تحقيقها ! وحين يشعر بخطئه ، ويرغب بالعودة عنه ، تكون الفرصة قد ضاعت منه ؛ لأن أنظمة الحكم المختلفة، قد سجّلته في سجلاّتها، بوصفه متّهما بتهم مختلفة، منها : تهمة الإرهاب .. وتهمة حمل السلاح لترويع الناس .. وتهمة الإفساد في الأرض.. ونحوها ، ممّا يستوجب ، في قوانينهم ، أقسى العقوبات !
وسوم: العدد 908