الترجمة السياسية ، لقبّرَة طرفة بن العبد !
أحال هذه القبّرة ، تنطبق على الحكّام ، أم على المعارضات ، أم على بعض هؤلاء وبعض هؤلاء ؟
قبل الترجمة السياسية ، لابدّ ، أوّلاً ، من معرفتها على الحقيقة ، كما رآها الشاعر الجاهلي، طرفة بن العبد !
رآى طرفة قبّرة سارحة في الفلاة ، فاستوقفته بمنظرها ، وبطريقتها في نقر الحَبّ ، فقال يخاطبها :
يالَكِ مِن قُبّرةٍ ، بمَعمَرِ خَلا لكِ الجَوّ ، فبيضيْ واصفري
ونقّري ، ماشئتِ أنْ تُنَقّري
ونصرف النظر، عن أشطر الرجز الثلاثة الباقية ، لعدم الحاجة إليها ، في بحثنا هذا !
وعودة إلى السؤال المتقدّم ذِكره ، في بداية هذه السطور:
هل تنطبق حالة القبّرة ، على بعض حالات الحكاّم ، أم على بعض حالات المعارضة ، أم تنطبق على بعض من هؤلاء ، وبعض من هؤلاء ؟
واضح أن بعض الحكّام ، خلا لهم الجوّ ، فباتوا : يبيضون ، ويصفرون ، وينقّرون ، كما يشاؤون : يقتلون مَن يريدون قتله من شعوبهم .. ويعتقلون مَن يودّون اعتقاله .. ويشرّدون مَن يرون أنه خطر عليهم ؛ بل يشرّدون أسَراً بكاملها ، دون أن يهتمّوا بشيء اسمه : حقوق إنسان !
وواضح أن بعض العناصر، التي تسمّي أنفسَها معارضة ، باتت تتحرّك كما تشاء: مرّة باتّجاه اليمين .. ومرّة باتّجاه اليسار.. تغازل الحاكم تارة .. وتتودّد إلى المعارضات تارة أخرى ..! دون أن يملك أحد ، الحقّ أو القدرة ، على سؤالها عمّا تفعل ، وإلى أيّة جهة تنتمي، ولحساب مَن تتحرّك ؟ فهي معارضة كسائر المعارضات، والتهمة التي توجّه إليها، يمكن توجيهها إلى أيّة جهة أخرى ! فلا ميزان للإخلاص والخيانة ، ولا مقياس ، ولا ضابط ..! فينطبق عليها ما ينطبق على قبّرة الشاعر، طرفة بن العبد ! والقادرون على التمييز، قلّة لا يُعتدّ بكلامها !
وسوم: العدد 908