لا إبداع بلا خيال ، ولكلّ إبداع خيالٌ يناسبه !
لابدّ لكلّ إبداع ، من خيال يناسبه ؛ فلا إبداع بلا خيال ، وما كلّ خيال ، يناسب كلّ إبداع! والخلط بين أنواع الإبداع ، يفسدها ، جميعاً ! كما أن الخلط ، بين أنواع الأخيلة ، يفسدها، جميعاً !
فالخيال الأدبي أنواع ، منها : خيال الشعر.. وخيال القصّة .. وخيال الرواية .. وخيال المقالة .. وخيال النقد ..! وكلّ نوع من الخيال ، يُفترض أنه يناسب موضوعه !
وخيال الرسم : يُفترَض أنه يناسب موضوعه ؛ وإلاّ عجز الرسّام عن الإبداع ؛ إذ كيف يرسم شيئاً لايستطيع تخيّله ؛ سواء أكان وجه شخص ما ، أم صورة شيء ما !
وكذلك ، خيال النحت ، وخيال التمثيل .. وسواهما !
أمّا الخيال السياسي ، فله شأن آخر؛ فهو يمتاز عن سائر الأخيلة ، بأنه مرتبط بالواقع ، ارتباطاً شديداً ، ومرتبط بالمسقبل ، كذلك ، ارتباطاً شديداً ؛ إذ يجب أن يكون قادراً على استشرافه ، وعلى تصوّر مايمكن أن يقع فيه ، من جرّاء تداعيات الواقع وتفاعلاته ، بسائر عناصره ، من قوى ومصالح : مختلفة متشابكة ، متصارعة متداخلة ، متعارضة حيناً، ومتّفقة حيناً !
فإذا كان كلّ خيال ، لكلّ فنّ ، يمكن أن يحلّق كثيراً ، فوق الواقع ، ويظلّ مرتبطاً به ؛ فإن الخيال السياسي ، يجب ألاّ يحلق كثيراً ، فوق واقعه ، الذي يتصوّره ، وفوق مستقبله الذي يستشرفه !
وبدهي أن يقال ، هنا : إن الخيال هو عنصر لازم ، لكنه عنصر متمّم لفنّه الذي يتخيله ؛ لذا فأيّ تحليق بالخيال ، بعيداً عن الفنّ الذي يتخيّله ، إنّما هو مضيعة للوقت ، ومضيعة للفنّ ، الذي يؤدّي مهمته ، في : إنضاجه وتحسينه ، وزيادة الإبداع فيه ؛ ولا سيّما ما كان منه ، شديد الارتباط بالواقع ، كالعمل السياسي !
وسوم: العدد 912