ايران - امريكا، فلم ابيض..اسود
العلاقة بين امريكا وايران والتي ظاهرها التوتر منذ انقلاب الخميني وحتى الان ، ذكرتني هذه العلاقة بفلم ابيض اسود بطله فريد الاطرش شاهدته عندما كنت صغيراً ،حيث كان قلب فريد الاطرش يميل الى فتاة من عائلة لها علاقات وسهرات مع عائلة فريد الاطرش ولكن هناك عوائق تعيق تقرب فريد من الفتاة التي يحبها اثناء الزيارات المتبادلة وخاصة ان الفتاة موعودة بالزواج من شاب اخر . فلابعاد الشبهات حول علاقتهما كانا يتنازعان ويختلفان بشدة امام الاهل وكأنهم اعداء مما اعطى اهل الطرفين اطمئنانا ً بان لا احد يفكر بالثاني ، الا ان المؤامرة رتبت بالنهاية ضد الشاب الخطيب المغفل فابتعد عن خطيبته مما قرب فريد من فتاته بسهولة ، وانتهى الامر بزواجهما.
هذا الفلم يحكي حقيقة سياسية
فالاسد باع ارضا لاسرائيل وقبض الثمن ولكن المسبات والشتائم لاتنتهي بينهما ، وانهى الوجود الفلسطيني في جنوب لبنان واحل محله الوجود الشيعي والمسبات والشتائم بين الطرفين لانتهي ، وقضى على الفلسطينيين في تل الزعتر واستمرت المسبات والشتاىم بينهما. اما ايران فالكل يعلم ان امريكا قضت على حزب تودا الشيوعي القوي من اجل تاسيس حكم الملالي ، بينما الملالي يصرخون منذ اليوم الاول لحكمهم : الموت لامريكا .. الموت لاسرائيل ،
وسلمت امريكا العراق لايران وعملائها على طبق من ذهب لانهاء الحكم العربي فيه ، ومازال الملالي يصرخون الموت لامريكا ..الموت لاسرائيل
ثم دخلت سوريا وتمكنت من لبنان وانتقلت جنوبا لليمن ودولة البحرين مازالت في خطر ومازال شعارهم ضد اسرائيلي وضد امريكا صامداً ، حتى حققت اسرائيل تسعين بالمائة من اهدافها بسقوط العرب في حضنها خوفاً من صاحبة الشعار الموت لامريكا والموت لاسرائيل .
ويسأل سائل: ولكن هناك ضربات موجعة لعصابات ايران في سوريا منها اغتيال قاسم سليماني ..وايضاً اسقاط ايران لطائرة درون امريكية متطورة!! اليس هذا مؤشر لخلاف حقيقي ؟
سؤال مشروع والاجابة عليه بمثال واحد فقط يندرج تحت علم سياسي درسته اثناء حصولي على اجازة في السياسة مع ابني لؤي من جامعة ستاتن ايلاند اسمه عمليات الانتحار الذاتي لتحقيق مصالح افضل . ففي خمسينات القرن الماضي وفي العراق قامت عصابة صهيونية بوضع قنابل في معبد يهودي لقتل اكبر عدد من اليهود وذلك لاستدرار عطف العالم بالضغط على الحكومة العراقية للسماح لليهود بالانتقال لفلسطين .
اذن لايهم قتل سليماني ولايهم اسقاط طائرة حربية امريكية من قبل مضادات جوية لحافظ اسد في القرن الماضي فوق لبنان ثم اعادة الطيار معززاً مكرماً لوطنه . ولايهم اليوم لعبة السلاح النووي بين امريكا اسرائيل من جهة وبين ايران من جهة ثانية ، فهذا السلاح والذي ستصل اليه ايران سيهدد العرب من المحيط الاطلسي الى الخليج العربي.وهذا يسهل للغرب واسرائيل مهمتهم
اخواني .
انها معركة لتدمير المسلمين
انها معركة لتدمير العرب
واللعب على المكشوف
وشكراً لفريد الاطرش الذي فضح بفلمه الابيض والاسود مؤامرات امريكا -ايران-اسرائيل-روسيا ضدنا منذ اوائل خمسينات القرن الماضي .
وسوم: العدد 915