قل كلٌّ يَعمل على شاكلته !
قال تعالى : ( قلْ كلٌّ يَعمل على شاكلته فربّكم أعلمُ بمَن هو أهدى سبيلاً) .
معنى شاكلته ، كما جاء في أقوال المفسّرين :
قال ابن عباس : على ناحيته.. وقال مجاهد : على حِدَته وطبيعته.. وقال قتادة :على نيّته.. وقال ابن زيد : على دينه !
وهذه الأقوال ، كلّها ، متقاربة في المعنى ! وهذه الآية - والله أعلم - تهديد للمشركين ، ووعيد لهم !
فهل تختلف أعمال الناس ، باختلاف شواكلهم ؟
أجل ؛ إن الأية تدلّ على ذلك ، بشكل واضح !
ويبقى السؤال قائماً ، حول شواكل الناس : أهذه الشواكل المذكورة أعلاه ، هي ، وحدَها ، الشواكل التي يختلف الناس فيها ، فتختلف أعمالهم : صغيرها وكبيرها، وهيّنها وخطيرها.. أم ثمّة شواكل أخرى ، تصبغ حياة الناس ، أو تتحكّم بأعمالهم وسلوكاتهم ؟
وهنا تطرح الأسئلة التالية :
هل شاكلة الغبيّ مثل شاكلة الذكيّ ؟ وهل شاكلة العالم مثل شاكلة الجاهل ؟ وهل شاكلة الصالح مثل شاكلة الفاسد ؟ وهل شاكل الحازم المصمّم ، مثل شاكلة العاجز المتردّد ؟
وهل شاكلة الخائن ، أو المتآمر ، مثل شاكلة المخلص ، أو صاحب النيّة الطيّبة ؟
وهل شاكلة المنافق ، الذي يُظهر الإيمان ويُبطن الكفر ، مثل شاكلة المؤمن المستقيم ، الذي يشبه ظاهره باطنه ؟
هذه الأسئلة ، كلّها ، يمكن طرحها في العمل السياسي ! ومَن غَضّ النظر عن طرحها ، أو السؤال عنها ، فلا بدّ أن له شاكلة تناسبه ؛ إذ يتصدّى لعمل خطير، يهمّ شعباً كاملاً ، أو وطنا بأسره ، دون أن يعرف الناس الذين يتعامل معهم !
وسوم: العدد 915