مازال .. وكيف ؟
مازال حيّاً ، ومازال يستحقّ الرحمة والعلاج المناسب ! وليس في الإسلام مايسمّيه بعض فقهاء القانون : القتل الرحيم ، أو القتل إشفاقاً ، لمن هو ميؤوس من شفائه ، ويرجو من هو قريب منه ، أن يقتله ، كي يتخلص من آلامه !
أخطأ ، ولكنه مازال أهلاً للثقة ! وتُطرح أسئلة ، هنا : مانوع الخطأ ؟ وما حجمه ؟ وما تأثيره في حياة الناس ؟ وما درجة ارتباطه ، بالثقة الممنوحة له ، أو الثقة التي مازال أهلاً لها ؟
اعترف بذنوبه ، وما زال يستحقّ اللوم والعقاب ! الذنوب تقدّر بقدرها ، واللوم يقدّرعلى ضوء معرفة الذنوب ، وكذلك العقاب ! والاعتراف بالذنوب لا يمحوها ؛ لا سيّما إذا أرتبطت بحياة البشر!
ارتكب جرائم بشعة ، بحقّ شعبه ، وما زال يرتكب .. فكيف يعالج ؟ بالقضاء ؟ أم بأساليب أخرى مناسبة ، ممكنة ومجدية ؟
ظَلم الناس ، بدءاً بجيرانه ! وما زال يظلم ! فمَن يتصدّى لظلمه ، فيقمعه ؟ القضاء ، أم المظلومون .. أم جهات أُخرى ؟
عقّ والديه ، وما زال يمارس العقوق ! مَن يردعه عن ذلك ؟ إخوته ؟ القضاء ؟ أم جهات أُخرى ؟
قطع أرحامه، وما زال قاطعاً ! كيف يعالج ؛ لا سيّما إذا كان ظالماً لأرحامه، مع القطيعة؟
تكبّر على عباد الله ، وما زال يتكبّر! مَن يعالج كِبرَه : المحيطون به من أهل وأصدقاء ؟ أم يُترك للآخرين ، الذين يرفضون كبرّه ، ويعاملونه بقسوة ؟
اغتاب الناس ، وسلقهم بألسنة حداد ، وما زال كذلك ! هل يُنصَح و يُذكّر بإثم الغيبة ؟ أم يترك وشأنه .. ؟
خان بلاده وشعبه، وما زال يمارس الخيانة ! فكيف يعالَج، إذا كان يتولّى السلطة في بلاده؟
ابتكر أسماء شتّى لموبقاته ، التي يرتكبها ، وما زال يبتكر! كيف يعالج ؟ وكيف تفنّد أسماء موبقاته ، وتوضّح الحقائق فيها ؟
نافق لذوي السلطان ، مقابل دريهمات ، أو منصب .. وما زال ينافق ! ما علاج هذا ؟ ومن يعالجه ؟
وسوم: العدد 918