في الذكرى العاشرة للثورة الأجمل ... لا حرب أهلية ... ولا تدمر نسيجنا المجتمعي !!
وأكثر شيء أضر بثورتنا الأجمل أن أولي الأحلام والنهى كانوا إذا سمعوا أشكالا من شعارات المقهورين التي لا يقرها دين ولا شرع ولا عقد ولا عهد يديرون ظهورهم، وكأن هذا اللغو الباطل ... لا يعنيهم!!
وقال أحد المسلمين يوم فتح مكة : اليوم يوم الملحمة . يعني القتل.
فرد عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم معلما ومؤدبا : اليوم يوم المرحمة.
وشر القادة ذاك الذي يتوارى ساعة المقام .
حقيقتان يجب جلاؤهما في محطة الذكرى العاشرة للثورة الأجمل ...
الحقيقة الأولى أن الثورة في سورية انطلقت ضد ظالم مستبد على خلفية ظلمه واستبداده، وضده في شخصه، وضد جميع شركائه في الظلم والاستبداد ، وفي القتل والبطش والتنكيل. بغض النظر عن خلفياتهم الدينية والمذهبية والفئوية ... حقيقة لا تجوز أن تنسى، ولا أن تطمس، ولا أن يقفز عليها المتهالكون ...
لم يثر السوريون بعضهم ضد بعض. ومحاولات بشار الأسد تلبيس الثورة ثوبا طائفيا لم يكن ليجوز أن يمرر ، أو أن يمر ، لم يثر في سورية التوتسي ضد الهوتو، كما أراد أن يلبّس المتآمرون على الثورة في الداخل والخارج. وهذه حقيقة يجب على حاملي راية الثورة أن لا يقبلوا المراء فيها.
وسيكون بأيدي الممارين الكثير من الأوراق والادعاءات والحجج والشواهد لتوظيفها في سياق يدفعوننا فيه إلى ما لا نحب ولا نرضى ولا نقر ، وقد يفعل بعضهم ذلك بقصور نظر، وحسن نية ؛ ولكن على العقلاء الذين غابوا طويلا عن فضاء هذه الثورة أن يأبوا ... وأن يعلنوا رفضهم الانجرار وراء هذا النوع من اللغو بكل الجرأة والوضوح ..
كانت ثورتنا ثورة ضد ظالم مستبد وليست حربا أهلية .. وثورة ضد شركاء أدوات الظالم المستبد على مختلف خلفياتهم ، وليست ثورة ضد أتباع دين أو مذهب أو طائفة أو عرق ... ولن نقبل أن تكون ..
والحقيقة الثانية: هي أن ما أقدم عليه بشار الأسد وأدواته وشركاؤه وداعموه قد أضر كثيرا ، بالنسيج الاجتماعي السوري، ولا نستطيع أن نزعم أن الضرر الذي ألحقه بشار الأسد وداعموه بهذا النسيج، مما يسهل تداركه، وعلاجه ورأب صدعه؛ ولكننا وفي الوقت نفسه قادرون أن نقرر أنّ في المعادلة الوطنية المجتمعية طرفا متعددا جامعا لكل الأطراف، قادرا دائما، على امتصاص الصدمة، وتجاوز الأزمة، وإعادة بناء اللحمة ، شرط أن تكف يد الظالم، وأن تعطى الفرصة للسوريين للفيئة إلى ساحة الحق والحب.
على المستوى الحضاري ثلاث مدن سورية تصنف على مستوى العالم "مدن لا أول لها " دمشق وحلب وحمص " ومن هذا العنوان نشتق أن المجتمع السوري مجتمع لا أول له في الحضارة وفي العمران ..
وأن من أكبر فضائل هذا المجتمع هو قدرته على التعايش.
فقط كفوا عن السوريين يد عميلكم ثم انظروا إعادة البناء المجتمعي والعمراني والاقتصادي كيف تكون ..
وسوم: العدد 920