الدكتور الطبيب الفقيه الرشيد حسن هويدي رحمه الله تعالى
رجال أفتقدهم في فضاء هذه الثورة المباركة ..
الدكتور الطبيب الفقيه الرشيد حسن هويدي رحمه الله تعالى
قطوف وتأملات
ومنذ أيام عتب عليّ بعض أهلي أنني مقصر مع مدينة دير الزور الحبيبة القريبة من العقل والقلب والروح ، القريبة هي والقريب كل الخير والخيرين الذين فيها..
أما التقصير فنعم ، وأنا مقصر مع كل ذرة تراب على الأرض السورية رواها الأحرار الأباة بدمائهم، مقصر مع موضع الحجر، وظل الشجرة، ووتد الخيمة، مع الأكمة والوادي ، مع القرية والبلدة والمدينة ..
والحب الذي يملأ القلب فيشغفه موفور بحمد الله وفضله لكل الأرض السورية ولكل الأطياب الأخيار من السوريين الكرام ولاسيما منهم حملة لواء الخير ، الصانعين المعروف لا يبالون تربا أصاب أو حجرا..
وكلما ذكرت مدينة دير الزور ، ولعل من تمام عقوقي، أنني لم أزرها ، أتذكر من خيارها ودعاتها ورجالها الأخ الأكبر الدكتور الطبيب الفقيه حسن هويدي رحمه الله تعالى ..أذكره، فأفقده، وفي الليلة الظلماء يفتقد البدر، أفتقد فيه التدبير والعقل والرزانة والحلم والشفقة على الخلق ،رحمه الله تعالى ..
وكنت قد عايشته قريبا منه على مدى ثلاثة عقود أرتوي من معين الحال والمقال، عايشته في الحضر، رافقته في السفر ، قاربته في الأمور الجلل ، وكان أكثر ما يكثر عليّ ،رحمه الله، فيه: يا أبا الطيب دعك من الأمور الصغيرة، ودعنا نركز على الهم الكبير ...
وهكذا نتعلم من الرجل الكبير كيف تركز على الهم الكبير . ومن اهتمامه بالهم الكبير أنه ظل حتى اليوم الأخير من حياته المباركة جادا على طريق الدعوة والعطاء . وحتى بعد أن فقد أخاه محسن شهيدا على أيدي المجرمين الطغاة، لم يثنه ذلك عن السير على الدرب، والجد في اقتضاء الحق. وقد كتب لي أن أتعرف على الشهيد محسن في مواطن ولقاءات، أسأل الله أن يكتب له فيما قدم الأجر ويقبل منه صالح العمل ، وقد كان حامل همّ وصاحب قضية ، دفع دمه ثمنا لها ..
وبورك من آل الهويدي الكرام الأصل والفرع . وحيّ الله دير الزور وحي الله من أهلها النشامى الأخيار ...
وسوم: العدد 921