إحراق بدائل المعارضة ، في المواقف والأشخاص .. من المستفيد منه؟
أن تسعى الأنظمة الحاكمة ، إلى إحراق بدائل المعارضات في بلادها ، فهذا أمر طبيعي ؛ بل هي تفتك بالبدائل المحتملة ، حتى لو لم تعلن أنها معارضة ! فلا تبقي شخصاً ، دون أن تنال منه ، من : شخصه أو تاريخه ، أو منهجه في التفكير ! بل تسعى إلى تشويه صورته ، في نظر شعبه ، حتى من خلال أسرته ، أو فرد من أفرادها !
وأن تسعى الأنظمة ، إلى تشويه البدائل المجدية والممكنة للمعارضات ، فهذا أمر طبيعي ومفهوم ؛ سواء أكان ذلك ، من خلال جعل الموقف مستحيلاً أو سيّئاً ، أو لا يحظى بتأييد شعبي .. أم كان من خلال جعل الموقف يخدم جهة معادية .. أو نحو ذلك !
أمّا أن تسعى المعارضات ذاتها ، أو قسم منها ، إلى تشويه صورة البديل المطروح ، أيّ بديل مطروح ؛ سواء على مستوى الأشخاص ، أم على مستوى المواقف .. أمّأ أن تسعى المعارضة ، إلى مثل هذا التشويه ، لبدائلها الممكنة والمجدية .. فهذا ممّا يلفت النظر، ويدعو العاقل ، إلى التساؤل عن الأسباب !
ونحسب أيّ عاقل ، سيعزو الأسباب ، إلى بعض الأمور التالية :
الجهل الشديد، في حساب القرارات ، على أرض الواقع ؛ لمعرفة الممكن والمجدي منها، على الأرض ، ضمن فترة معيّنة من الزمن ، وضمن نسق محلي وإقليمي ودولي معيّن !
الأهواء المتعارضة والمصالح المتناقضة ، لدى قيادات المعارضة ؛ إذ يسعى كلّ فريق منها ، إلى حرق بدائل الآخرين ، ليبقى بديله الذي يناسب مصلحته أو منجه في التفكير، هو البديل الوحيد في الساحة !
وقد تكون المعارضة مخترقة ، من قبل أجهزة الحكم ، فتسعى من خلال عملائها ، إلى حرق سائر البدلاء المحتملين ، مع تظاهر بالحرص ، على مصلحة المعارضة ، بالطبع، ومن ورائها الشعب كلّه !
وسوم: العدد 921