الشانئون البتر: مَن هم ؟ أهم شخص واحد، أم فئة، أم فئات شتّى، قديمة وحديثة؟
قال تعالى مخاطبا نبيّه : (إنّ شانئكَ هو الأبتر).
الشانئ : هو المبغض .. والأبتر: الذي لا عقب له ، أو هو المنقطع عن قومه ، أو هو الحقير الذليل..! كلّ ذلك أقوال ، من أقوال أولي العلم ، من المفسّرين القدماء! وهو كلام عامّ ، وإن كان خصوص السبب يشير، إلى العاص بن وائل !
فمن هم شانئو محمّد ، اليوم ؟
هم بعض أهل الكتاب ، الذين يهزأون بمحمّد ورسالته ، ويرسمون رسوماً تظهره بمظاهر، لا تليق بالإنسان العادي ، فكيف بالنبيّ !
وهم بعض المحسوبين على أمّة العرب ، من أتباع الملل المتنوّعة ، من الذين يكفرون بنبوّة محمّد ، من ناحية ، ويحقدون عليه ، من ناحية أخرى ، ويهزأون به وبأتباعه ، من ناحية ثالثة .. ويحاربون أتباعه ، ويكيدون لهم ولدينهم ودعوتهم ، من ناحية خامسة .. ويتآمرون مع القوى الأجنبية ، لإخماد صوت النبوّة ، ومحق صوت كلّ من يؤمن بالنبيّ محمّد ، ودينه ودعوته ، من ناحية أخرى !
وهم المحسوبون على أمّة محمّد ، ممّن ورثوا دينه ، عن آبائهم واجدادهم ، ثمّ انخلعوا من الدين الذي ورثوه ، لأسباب كثيرة ، بعضها : كان بتأثير الثقافات المختلفة، وبعضها بسبب العيش في بلاد الغرب الصليبي! وهكذا سائر المنخلعين، ممّن اجتالتهم شياطين الإنس والجنّ !
فالآية الكريمة جاءت عامّة ، تشمل سائر المبغضين لرسول الله ، صلى الله عليه وسلم !
وسوم: العدد 924