إفلاس ، أم عجز، أم قلّة حيلة .. أم قلّة مروءة !؟
بعض الناس وهبَهم الله مالاً ، فبعثروه يمنة ويسرة ، وباتوا يشكون الفقر!
وبعضهم وهبهم الله ، مصادر رزق متنوّعة ، من اراضٍ وعقارات ، فأخفقوا في إدارتها واستثمارها ، فاصطرّوا إلى بيعها بأثمان بخسة ، كي يكتفوا بما تجلبه لهم من مال .. ثمّ اضطرّوا ، إلى بيع المزيد منها ، ثمّ المزيد .. حتى لم يعودوا يجدون لديهم مايبيعونه ، فعاشوا في فقر مدقع !
نماذج :
كان أحدهم يملك أرضاً ، تغنيه عن سؤال الناس ، لكنه كان عاجزاً عن استثمارها، كما يستثمر أصحاب الأراضي أراضيهم ، بالفلاحة والزراعة .. فاضطرّ إلى تأجيرها ، لأحد الفلاحين ، بنسبة معيّنة ! فصار الفلاح يأخذ منها نصف إيرادها، ويترك النصف لصاحبها، الذي كان يضطرّ ، أحياناً ، إلى بيع حصّته من غلتها للفلاح ، بثمن بخس ! ثمّ اضطرّ إلى بيع قسم من الأرض ، نفسها ، كي يكفي نفسه وأهل بيته ، العوز والفاقة .. وهو قادر على أن يحرثها ، وأن يأكل من غلّتها ، ما يكفيه ويزيد عن حاجته ! لكنّ الكسل ، وقلّة الحيلة.. وأحياناً الكِبّر عن أن يعمل في الأرض ، فلاحاً كسائر الفلاحين .. كلّ ذلك حرمه ، من الإفادة من إنتاج الأرض .. بينما يتنعّم الأخرون بخيراتها !
أحدهم هجَر أرضه ، وعاش في المدينة ، التي لا يحسن فيها عملاً ، واضطرّ إلى رهن قسم من الأرض ، ثمّ إلى بيع قسم آخر منها ! وحين أفلس من الرزق الحلال ، صار يمدّ يديه إلى المال الحرام ، ليكسب لقمة عيشه وعيش أسرته ! ثمّ صار يمارس أعمالاً ، تُلحِق العار به وبأسرته ! وإذا نُصح باستثمار أرضه ، لجأ إلى حجج وأعذار لاتقنع أحداً ، واستمرّ في حياته ، متّبعاً السلوك ، الذي يصيبه ، ويصيب أسرته بالعار!
وسوم: العدد 927