القضية الفلسطينية لازالت وستبقى حاضرة في قلوب المسلمين
القضية الفلسطينية لازالت وستبقى حاضرة في قلوب المسلمين وفي ضمائرهم بالرغم من كل المحاولات الفاشلة لطمسها
من المعلوم أن المحتل الصهيوني لأرض فلسطين لم يدخر جهدا في تكريس احتلاله منذ أن سلمها له الاحتلال البريطاني البغيض . ولقد مارس هذا الكيان العنصري كل أساليب تهويدها من عدوان على أهلها وطردهم منها وتشريدهم ليتحولوا من شعب مستقر فوق أرضه إلى شعب شتات يعيش في المخيمات بعيدا عنها ، ومن خوض حروب متتالية مع الجيوش العربية بتدخل ودعم مباشرين من القوى الغربية التي تحرص على ترجيح كفته في كل حرب ، ومن مكر وخداع بلغ درجة التفرقة بين الأنظمة العربية من خلال تسويق فكرة وهم السلام مقابل احتلال الأرض فجعل بعضها من شيعته ، والبعض الآخر من عدوه ، وظل من يعادونه يتناقصون مع مرور الزمن حتى صار أغلبهم يشايعونه ، ويفرضون ذلك على شعوبهم كأمر واقع .
ولقد خيل للمحتل الصهيوني أنه قد نجح في إخضاع شعوب البلاد العربية عن طريق قبول معظم أنظمتها به كأمر واقع اقتضى منها التعامل معه بشكل أو بآخر بضغط عليها من القوى الغربية التي تساومها في ذلك بمقابل حسب وضع كل منها السياسي والاقتصادي . وتحاول تلك الأنظمة أن تغير من وجهة نظر شعوبها تجاه المحتل الصهيوني بشتى الطرق والوسائل ، ذلك أن بعضها عمد على سبيل المثال إلى تغيير البرامج والمقررات الدراسية خصوص تلك التي تتضمن مضامين ومحتويات تفضح ممارساته العدوانية ، وطبيعته العنصرية حتى بلغ الأمر ببعضها حذف سور وآيات قرآنية وأحاديث نبوية تتهم بأنها معادية لما يسمى بالسامية ،وأنها تبث كراهيتها في قلوب الناشئة المتعلمة على حد زعمهم أو كما أوعز بذلك إليهم المحتل ومؤيدوه في البلاد الغربية . ومن تلك الطرق والوسائل أيضا فرض حظر على منابر الجمعة ومنعها من تناول ما يسمى بخطاب الكراهية، والذي يقصد به تحديدا انتقاد ممارسات المحتل الصهيوني العدوانية ، ومنها أيضا استئجارالعديد من وسائل الإعلام لتلميع صورة هذا المحتل ، وتسخير بعض الأقلام للعب هذا الدور المخزي .
وبالرغم من كل ذلك ،فلم تزدد الشعوب العربية إلا إيمانا بالقضية الفلسطينية وتعلقا بها ، وهو ما يجعلها تعبر عن ذلك بعفوية كلما وقع عدوان على الشعب الفلسطيني وعلى مقدساته ، وهذا ما يعني أن القضية الفلسطينية ستبقى إلى الأبد حية في القلوب وفي الضمائر لسبب واحد ووحيد هو ارتباطها بعقيدة الإسلام التي يحاربها العدو الصهيوني هو وحلفاؤه الغربيون بشتى الطرق والأساليب الخفية والمكشوفة .
ولا شك أن ما وقع مؤخرا من حراك عربي إسلامي في كل أنحاء العالم احتجاجا على العدوان الصهيوني الذي استهدف المسجد الأقصى ومدينة القدس وأحياءها وأكنافها في كل فلسطين قد أنهى الحلم الصهيوني بأنه بإمكانه تحقيق حلمه بتهويد أرض احتلها بالقوة ليعيش فوقها في أمن وسلام ، كما أنهى كل أحلام من يشاركونه حلمه الوهمي . ولا يمكن بحال من الأحوال والشعوب العربية تحتضن قلوبها وقفا إسلاميا مقدسا أن يستمر احتلاله من طرف المحتل الصهيوني ، وهو ما بات يقلقه هو وحلفاؤه قلقا شديدا ، علما بأنه حتى شعوب هؤلاء الحلفاء اقتنعت بعنصرية الكيان الصهيوني وعدوانيته ، وخرجت في مظاهرات حاشدة في عواصم بلدانها للتعبير عن استنكارها واستهجانها لجرائمه المخزية التي نقلتها وسائل الإعلام العالمية نقلا حيا ومباشرا ساهم في إيقاظ ضمائر كل شرفاء العالم الذين عبروا عن مواقفهم من عنصرية صهيونية مقيتة طالما حاول قادة الغرب التمويه على حقيقتها بضغط من اللوبي الصهيوني الذي يقايضهم من أجل ذلك بمصالح يملك التصرف الكامل فيها ، وقد تربع على عرش المال والإعلام ، وهما عاملان للتحكم في كل أنظمة العالم قويها وضعيفها .
ولئن استطاع هذا اللوبي فرض نفسه على الأنظمة ، فإنه لن يفلح في ذلك مع الشعوب العربية الإسلامية خصوصا ومع كل شرفاء العالم عموما .
والأيام القادمة ستكشف عن مدى تأثير تمكن القضية الفلسطينية من قلوب وضمائر الشعوب العربية والإسلامية في الضغط على القوى الداعمة للكيان الصهيوني لتغيير تحيزها له بشكل فاضح يفقدها مصداقيتها أمام شعوبها وأمام كل شعوب المعمور .
وسوم: العدد 930