الفرق بين اللعِب في الحياة .. واللعِب بها !
قال تعالى : (وما هذه الحياة الدنيا إلاّ لهو ولعب وإن الدارالآخرة لهيَ الحيوان لو كانوا يعلمون).
وقال تعالى: (وما الحياة الدنيا إلاّ لعب ولهو وللدار الآخرة خير للذين يتّقون أفلا تعقلون).
وقال تعالى : (اعلموا أنّما الحياة الدنيا لعب ولهو وزينة وتفاخربينكم وتكاثر في الأموال والأولاد كمثل غيث أعجب الكفارَ نباته ثمّ يهيج فتراه مصفرّاً ثمّ يكون حطاماً وفي الآخرة عذاب شديد ومغفرة من الله ورضوان وما الحياة الدنيا إلاّ متاع الغرور).
وقال تعالى : (خلق الموت والحياة ليبلوكم أيّكم أحسن عملاً وهو العزيز الغفور).
واضح أن الذي خلق الحباة الدنيا ، سمّى أعمال البشر فيها لعباً ولهواً ، وأن الحياة الحقيقية هي الدار الآخرة !
لكن ، ماالفرق بين اللعب في الحياة ، واللعب بالحياة ؟
الفرق كبير جدّاً وخطير، بين مَن يلعب بحياة البشر ومصائرهم ، ليشكّلها كما يهوى وما يريد ، وكما يملي عليه مزاجه ، أو أهواؤه ، أو مصالحه .. وبين من يمارس حياته ، كما يمارسها البشر العاديون : يأكل ويشرب ويلبس وينام ، ويحارب لتحقيق بعض مصالحه، ويسالم لتحقيق مصالحه ، كذلك 1
فاللعَب في الحياة كثيرة ، لكنها ، هي ، ذاتها ، ليست لعبة ، إنّما هي ابتلاء ، كما سمّاها ربّها ، الذي خلقها ، وخلق البشر فيها !
فقد قال ربّنا ، عز، وجلّ :
خلق الموت والحياة ليبلوكم أيّكم أحسن عملاً !
وقد سخّر الله ، عزّ وجلّ ، للبشر، أشياء كثيرة في السموات والأرض ، لتحقيق الخلافة، التي ذكرتها بعض الآيات الكريمة ، مثل : (إني جاعل في الأرض خليفة) ..وقال للملائكة: (فإذا سوّيته ونفخت فيه من روحي فقعوا له ساجدين) .
فقد أمر الملائكة بالسجود لآدم ، بعد أن نفخ فيه من روحه ، ولم يجعله لعبة للملائة !
بينما حذّره من الشيطان ، الذي أبى السجود له ، وأخبره بأن هذا الشيطان عدوّله ! وقد أقرّ الشيطان نفسه ، بهذه العداوة ، وتعهّد بأن يُضلّ بني آدم ، ويجعلهم يفعلون أفعالاً لاترضي الله !
وقد ورد في الحديث الشريف ، أن الله خلق الناس حنفاء ، فاجتالتهم الشياطين !
وسوم: العدد 930