حكاية جارنا الفقير ويتامى العوز!
كيف بنا ونحن نُغربل كف العوز بالسؤال؛ فما حال تلك العطايا؛ وما قول المُحال؟!
خطابي هذا لنفسي أولاً، ومن يلتف حول أوردة التفكر: هل تلمسنا أحوال الفقراء والأيتام من أهلنا وجيراننا ومحلتنا؛ أم امتطينا ركب التجاهل تجاههم بالتضجر والنسيان؟
نعم، قد مات والد جيراننا، ولحقته أمهم، وتلاشت أورادهم وأفراحهم بالتحسر والآهات..
فذاك يمنّهم بفتات ماله، وهذا يحفّهم بما تبقى من طعامه..
فلا سلوى تضمهم ولا نجوى تخاطبهم وتواسيهم!
فقد كان والدهم يعمل بأجرة يومه، وتساعده زوجته بالخياطة، إلى أن أخذ الله أمانته بهذا المرض الجائح، فرحمة الله عليهما بالفردوس الأعلى وقبول المولى..
أعتقد لا يخفى عليّ وعليكم مشقة وتعب العامل الكاد بالفلاحة واستصلاح الأرض للمالك، فكيف بالمستأجر الكاسب من عرق جبينه (باليومية)!
لذا دعني قليلاً كيما أهمس في أُذن الوعي والضمير، وأُجلجل بأقنعة التنصل على وجه الاختصار:
ــ كم عدد الأطباق التي تفاخرنا بها عبر وسائل التواصل والصور؟
ــ وهل ما نملكه الآن سيعمر خاتمتنا إلى النهاية؟
ــ أم هي دندنة توارثناها فيما بيننا: كلما جرت عليه العادة أظهرنا السعادة؟!
الشواهد فريدة بين شموخ الحياة وبقايا الرفاة..
فما حيلة أحزمة المهاد المُلتفة على خرقة الصوف وأفواه الحتوف؟!
فهُنا زغردة جدةٍ حائرةٍ، وهُناك أروقة رقابٍ سائرةٍ..
فلماذا يعوج الظهر؛ ويتضوع النهر؛ وتُحدودب الخُطوات حول تلك العصا المهشمة؟!
أفي البحر حياة؛ أم بالدهر شتات؟!
فما بين أشرعة المقام وحجم السنام رخيم ماء ونجوى نماء..
فعلام تُجدف فيهم المراكب؛ وعلى ضفاف شُطآنهم يتأرجح الألم بين أيادي اليباس والتعفف؟!
بلى، أنامل العد محصورة، وتقاسيم الوجه ممهورة بين الشك واليقين!
فما عسى الأقلام تكتب؛ وكيف بالألسنة تخطب؟!
هل للمُسمى همزة وصلٍ؛ أم للمُعنّى كسرة فصلٍ؛ أو للمُثنى جباية وخبر؟
وسوم: العدد 933