أشدّ الفاقة ، عدم العقل!.
العقل هو الإنسان ، فإذا انعدم العقل ، لم يبق من الإنسان ، سوى صورة اللحم والدم .. وصار الإنسان ، أقرب ما يكون إلى الدابة العجماء ؛ بل قد يكون أضلّ من الأنعام ، المحكومة بفطرتها التي غرسها الله فيها !
وقد وردت في القرآن آيات كثيرة ، تدلّ على أن البشر، الذين فقدوا ألبابهم ، كالأنعام ، بل هم أضلّ سبيلاً !
ومن أمثلة ذلك :
من يرى آيات الله منبثّة في الكون ، ويعلم انها لم تخلق نفسها ، وأن الله هو خالقها ، ثمّ يُنكر وجود الخالق ، أساساً !
من يرى وحدة الصانع ، في الكون وموجوداته ، ومع ذلك يشرك بالله غيره ، ويزعم أن ثمّة آلهة غير الله ، لهم شِرك في صنعة الكون !
بعض الناس يسلبهم الله نعمة العقل ، أساساً ، فهم يتصرّفون كالبهائم العجماء ، ولا أحد يلومهم أو يؤاخذهم ؛ لأنهم فقدوا القدرة على التمييز، بين الصحيح والفاسد ، وبين الخطأوالصواب ، وبين الخير والشرّ، وبين النافع والضارّ!
وبعض الناس يسلبهم الله نعمة التفكير السويّ ، نتيجة مرض يصيبهم ، فيفقدهم القدرة على التمييز!
وبعض الناس يبلغون من العمر، مبلغاً يفقدون فيه القدرة ، على معرفة الخير والشرّ ،والخطأ والصواب ! وقد قال ربّنا عن هؤلاء :
(ومنكم مَن يُردّ إلى أرذل العمر لكيلا يعلم بعد علم شيئاً..). فترى الأب الفاقد ملكة التفكير، يجهل أبناءه ، ويجهل أسماءهم ، ويجهل كلّ شيء حوله .. ويتصرّف بطرائق ، مختلفة عن كلّ ماكان يمليه عقله ، حين كان مالكاً لهذا العقل !
وهنا ، أيضاً ، لا يؤاخذه أحد أو يلومه أحد ، على أيّ سلوك يسلكه منافياً للعقل !
وهذا ، كله ، يدلّ ، بشكل صارخ ، على أن العقل هو الإنسان ! فإذا انعدم العقل ، فلايبقى ثمّة إنسان يتحمّل المسؤولية ، عمّا وهبه الله من نعمة التفكّر والتفكير؛ فأحرى به ألاّ يعرف حدود ما انزل الله على رسوله !
وسوم: العدد 934