أيها الناس
وأجمل ما في محمد رسول الله، وكل رسول الله جميل، أنه لم يخدع الناس بالأماني، ولم يغرهم بالوعود، ولم يشغلهم بالتافه من الأمر. قادهم في الضراء والسراء ، ضجوا من محنة فقال : ولكنكم تستعجلون، وضجوا من عُجب فقال : أنا النبي لا كذب ..
وكان سيدنا رسول الله صلى الله وسلم عليه سيد مَن بشّر ، وسيد من أنذر، وسيد من قدّر ، وسيد من دبّر ، وسيد من قدّم وآخر ، وسيد من صبر وسيد من انتصر ونصر ...
حاربوا فكانوا إذا حمي الوطيس اتقوا بظهره العدو ..
خافوا فسبقهم إلى مصدر الخوف ، وعاد يعروري فرسا بلا سرج، وقد اخترط السيف في عنقه الشريف، يقول لمن حوله : لن تراعوا ,,, لن تراعوا ..
كان أولهم في الخير ، وأولهم في كف الشر، وأولهم في حسم اللجاجة ..
سيدنا رسول الله لم يقدنا إلى عمياء، ولا إلى طخياء مظلمة، ولا إلى فتنة ملجمة ، وإنما تركنا على الواضحة ، ليلها منير كنهارها، لا يخفى بلجها إلا على ظالم مستكبر ، أو أعمى بصيرة لا يستبين ..
فما بالنا اليوم وقد ضجت من اضطراب أمرنا السنن لا نستبين...؟!!
وكان سيدنا رسول الله يحكم التدبير ليعلم الناس الكتاب والحكمة، والإحكام وعزم الأمور ، وما أدرانا ما عزم الأمور ...!!
أيها الناس :
لا والله ما مسيرنا إلى حيث يأخذنا الروسي والأمريكي والإيراني ومن هب ودب ودرج بمسير. ولا نحن على جادة، وبعد عشر سنوات ما يحاصرنا إلا البجر....أو البحر...ومن كان يرى وراء هذه الطخياء المظلمة المضرجة بدماء الأبرياء، أفقا فليدلنا عليه ...!!
أيها الناس ...
إن استفدنا من دروس سنواتنا العشر التي مرت بنا، فإن من حق أن نقول ملء الصوت وليسمعنا أهل الفضا : لقد انتصرنا ...وما النصر إلا من عند الله..
وإن استرسلنا إلى جحور الضباب ، ضبا بعد ضب بعد ضب بعد ضب، أو خُبا بعد خُب بعد خُب ... ويعلم أنه مخدوع فيمضي، ويقول : لا أعلم غير هذا السبيل سبيلا ، ( قُلْ مَن كَانَ فِي الضَّلالَةِ فَلْيَمْدُدْ لَهُ الرَّحْمَنُ مَدًّا ) ( وَنَذَرُهُمْ فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ )
أيها الناس ..
إن لم نستفد من دروس السنين العشر فيا رحمة الله لأرواح الشهداء، ويا عوض الله في عذابات المعذبين، ونحتسب عند الله سورية والسوريين ....
لا والله ما هذا صوت يائس ولا ميّئس ، ولكنه صوت منذر ..وقبل الرماء تملأ الكنائن.
(وَقِيلَ يَا أَرْضُ ابْلَعِي مَاءَكِ وَيَا سَمَاء أَقْلِعِي وَغِيضَ الْمَاء وَقُضِيَ الأَمْرُ وَاسْتَوَتْ عَلَى الْجُودِيِّ وَقِيلَ بُعْدًا لِّلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ )
وسوم: العدد 934