أحدث أكاذيب إسرائيل .. السائقون العرب أفشلوا هجومها البري على غزة
لا تزال إسرائيل جيشا وقيادة و" مستوطنين " ولا نقول شعبا ؛ تقاسي عميقا من عجزها عن الهجوم بريا على غزة في الحرب الأخيرة الأمر الذي كثف اعتماد جيشها على سلاحي الجو والبحر ، وبلغ التكثيف مستوى غريبا بالمعايير العسكرية ذاتها ، فهاجمت 200 طائرة شمال غزة في طلعة واحدة . وتسترا على مقاساتها العميقة من العجز عن الهجوم البري الذي ظهر أيضا في عدوان 2014 طلع يوسي يهوشع المحلل العسكري لصحيفة " يديعوت أحرونوت "بتعليل كاذب مضلل لهذا العجز ،هو أن السائقين العرب لم يلتحقوا بعملهم خلال الحرب الذي يقودون فيه الشاحنات القاطرة للدبابات والمجنزرات والمعدات الثقيلة ، والحافلات الناقلة للجنود ، وأنه لم يلتحق بهذا العمل سوى 40 من 500 . يأتي هذا الكذب المتستر بعد ما يزيد على شهرين من الحرب لتجبير المعنويات المتكسرة التي هالها أن جيشها الذي تفخر به ، وتنعته بأنه لا سبيل إلى قهره عجز وجبن عن الهجوم البري على غزة الصغيرة المحاصرة المحدودة التسليح . وما من شيء أكثر تكسيرا للمعنويات وللشعور بالذات من تكسير ثقتها في ما تعده نقطة قوتها واعتزازها واطمئنانها . بعض المواقع العربية بلعت الكذبة الإسرائيلية ، فأشارت في عناوينها لما نشرته " يديعوت أحرونوت " إلى أن السائقين العرب هم الذين أفشلوا الهجوم البري الإسرائيلي على غزة . والرائع أن الإعلام الموازي الشعبي أو السوشيال ميديا سخر من الكذبة الإسرائيلية التي تعددت عناصرها ومصادرها حتى تبدو مقنعة مثلما خطط لها الكاذبون الإسرائيليون . إسرائيل أحجمت عن الهجوم البري رعبا من عواقبه الخطيرة التي سيقتل فيها كثير من جنودها ، وأي عدد يقتل منهم مصيبة كبيرة لها ، وسبب لمناحات لدى مستوطنيها ومصدر مفتوح لمزيد من الرعب والقنوط من مستقبل مشروعهم ؛ لذا هي ، إسرائيل ، متناهية الحذر في توقي خسائرها في جنودها . لم يكن السائقون العرب ليحولوا دون هجومها بريا على غزة لو كانت قادرة عليه ، وهل هم السائقون الوحيدون في هذا الميدان ؟! ولو عانت من نقص في السائقين اليهود فما أيسر أن تستكمله على عجل بسائقين أجانب تستدعيهم بسرعة . وهي على كل حال يستحيل أن تضع كل بيضها في سلة هؤلاء السائقين الذين تعلم أنهم يضمرون لها العداء وإن اضطروا للعمل في بعض مرافقها . وفي حرب 1973 استعانت بسائقين من هولندا وربما من دول سواها للحلول محل جنود الاحتياط الذين التحقوا بالجبهة . وفوق التستر على العجز عن الهجوم البري على غزة تستهدف الكذبة الإسرائيلية المتعددة العناصر والمصادر استعداء مستوطنيها على المواطنين العرب الذين عدتهم دائما قنبلة موقوتة ، وتضع خططا سرية كثيرة لالتقاط أي سانحة ملائمة للتخلص منهم ، وترقب في فزع وقلق تزايد عددهم الذي يقارب الآن المليونين . وعصف بها الرعب منهم حين رأت تعاطفهم مع إخوانهم في غزة في الحرب الأخيرة ، وفرحة كثيرين منهم بصواريخ غزة وهي تضيء سماء تل أبيب وجوش دان ، وتضرب سديروت والمجدل التي تسميها إسرائيل أشكول ، وإيلات . وفجعها فرار يهودها من المدن المختلطة مثل اللد . ما أكثر ما تكذب إسرائيل ،وتحاول دائما صياغة كذبها بطريقة تظنها حاذقة ليصدقها الآخرون ، وكذبة تعطيل السائقين العرب لهجومها البري على غزة أحدث أكاذيبها ، ولا عجب ولا مفاجأة في هذه الأكاذيب . إنها منطقية وطبيعية من كيان قام على أكذوبة ومفارقة تاريخية كبرى هي " أرض بلا شعب لشعب بلا أرض " . ودائما " حبل الكذب قصير "، أي ينكشف سريعا مثلما انكشفت هذه الكذبة .
وسوم: العدد 938