بعض الحلم ذلّ !
روي عن معاوية بن أبي سفيان ، قوله : لاأُعمِل سوطي حيث يكفيني لساني ، ولا أُعمِل سيفي حيث يكفيني سوطي !
فهل هذا من الحلم ؟ أجل هو الحلم ، عينه ، إذا قيس بما يفعله بعض الحكّام ، اليوم ! فمن تعريفات الحلم : أنه كتمان الغضب ، عند القدرة على إنفاذه ، والعدولُ عنه إلى ماهو أنفع وأخفّ ضرراً !
نماذج :
قال المتنبّي : أخذتُ بمدحه ، فرأيتُ لهواً مَقالي للأُحَيمقِ ياحَليمُ !
فالأحمق والأبله والبليد ، ليس حلمهم حلماً ؛ لأن أحدهم لايعرف معنى الحلم ، ولا كيف يتصرّف الحليم !
العاجز عن رفع الظلم عن نفسه ، لايُعدّ حليماً ، بل عاجزاً ، يُطلب منه الصبر!
ممّن اشتهروا بالحلم ، قديماً : معاوية بن أبي سفيان .. الأحنف بن قيس .. معن بن زائدة!
ممّن اشتهروا بالحلم ، حديثاً :
زعيم عربي ، جرت ضدّه محاولات انقلاب كثيرة ، فقضى عليها ! وفي كلّ مرّة يعفو عن مدبّري الانقلاب ! وقد يعاقب بعضهم عقاباً بسيطاً ، ثمّ يعيّنهم في مناصب رفيعة ، فيملك قلوبهم ؛ في حين يظنّون أنه سيعدمهم ، أو يعاقبهم بالحبس عقوبات قاسية !
وقد نال منه أحدهم بلسانه ، بكلام سيّء جدّاً ، وأساء إلى أسرته الحاكمة ، فحبسه ، ثمّ انطلق بسيارته ، بعد حين ، إلى السجن الذي فيه الرجل ، وحمله معه إلى بيته ، وأعطاه لأمّه ، التي قيل إنها حزنت عليه !
أمثلة من الحماقة :
كتب بعض الصبية ، في دولة عربية ، على جدران إحدى المدن ، كلاماً ضدّ رئيس الدولة ، فحبسهم ضابط الأمن في تلك المدينة ! وحين جاء أهلهم يرجونه أن يعفو عنهم، زجر الأهل ، وأسمعهم كلاماً يمسّ شرفهم ! فثارأهل المدينة ، وثارت البلاد كلّها ! وكان بإمكان رئيس الدولة ، امتصاص غضب الأهالي ، بالعفو عن الصبية ، وتحذير أهاليهم ! إلاّ أن الرئيس سمع كلام أمه ، بمسامحة ابن خالته ، الضابط المسؤول عن أمن المدينة ، التي حدثت فيها الأحداث التي فجّرت الثورة !
وسوم: العدد 939