علمنا الربيع العربي أن....
يمتلك البعض من السذاجة ما يدفعه للاعتقاد بأن تغيير النظام العربي السياسي الراسخ منذ الحرب العالمية الثانية ممكنا باقناع (ورثة طغاتهم ووكلاء من دمر بلادهم) بأنهم مستعدون للشراكة معهم للتخلص من ارثهم!!وإعادة الأموال الذي سرقوها ومازالوا منذ عقود !!.
ربما سيتعلم الجيل الجديد ان المراهنة على توبة من ادمن على سرقة ثرواتهم وماضيهم وحاضرهم......هي ليست أقل سذاجة من المراهنة على أمانة وشهامة من داب على اغتصاب النساء........على شرف مجتمعهم و عوائلهم.!
اما ما يجب أن يدركه كل ذو بصيرة ان التظاهر بقبول بقواعد النظام العالمي المستبد وقوانينيه المالية المتسلطة على أمل خداعه بعد حين ...لا تعدو اكثر من المراهنة على طفل مازال يحبو للفوز بميدالية سباق الجري السريع في بطولة عالمية يشارك بها ابطال عالميون.
لعلنا نتعلم من الربيع العربي الأول ما كان يجب أن يكون بديهيا قبل اتخاذ الكثير من الاختيارات الخاطئة....لعلنا نتعلم ان من أسس النظام العربي السياسي منذ عقود يمتلك مفاتيح كل مفاصله السياسية والعسكرية والاقتصادية والإعلامية بل حتى الفكرية وان الوصول إلى المناصب المهمة الحيوية لتلك الأنظمة لابد أن يمر عبر مصفاة النظام العالمي المسيطر عليها منذ عقود سبعة.
الربيع العربي علمنا أن تغيير بوصلة الأنظمة الراسخة لا يتم بتوزيع الورود على أعوان الطغاة ولا بإظهار حسن النية المبالغ بها لهم....... ولا حتى بالمنافسة بميدان السياسية والديمقراطية مع من يملك من القوة ما يمكنه من تغيير قواعد اللعبة متى ما شاء أو حتى إلغائها .
علمنا الربيع العربي ان النيات الحسنة لا تكفي اذا لم تكن مدعومة بقوة عسكرية تضمن حماية مكستبتها واستقلال اقتصادي يدفع عنها شرور المتربصين وطمع الحاقدين .
علمنا الربيع العربي أن امتلاكك للحق لا يعني على الإطلاق ضمان انتصارك على الباطل والظلم والاستبداد ما لم يكن للحق رجال اعدوا له ما استطاعوا من قوة ورباط الخيل.
ولعل أهم ما علمنا إياه الربيع العربي أن مجاملة الطغاة وتصديق وعود الضالين والمغضوب عليهم ...يعني سوء الظن بالله والعياذ به ......وأن حسن الظن برب العالمين هو الطريق الوحيد نحو النصر والتمكين وان حسن الظن هذا يعني بالفعل تطبيق كل أوامره دون مواربة او خجل حتى ولو بدأ ان تطبيقها سيؤدي إلى غضب المنافقين والمرجفين والمغضوب عليهم واتهامهم والقسوة والإرهاب.
علمنا الربيع العربي أن.......المسلم لا يمكن ان ينتصر يوما ما اذا كان يامل من أعداء الله العون والمساعدة ولعل بهذا الخير كله فلو انتصروا بالفعل بمساندتهم فلربما شك الكثير منهم ...........................بأسس دينهم والعياذ بالله.
وسوم: العدد 940