الكاتب وعضو هيئة تحرير جريدة " وجدة سيتي " السيد الطيب زايد ستصدر له قريبا رواية باللغة الفرنسية
الكاتب وعضو هيئة تحرير جريدة " وجدة سيتي " السيد الطيب زايد ستصدر له قريبا رواية باللغة الفرنسية عنوانها " معسكر الهوان " وقد طبعت في فرنسا
بينما كنت أهم بكتابة مقال عما حدث اليوم في فرنسا حيث استقبل الرئيس الفرنسي من يسمون " الحركية " وهم بتعبير الاحتلال الفرنسي للجزائر المتعاونون معه، وبتعبير الشعب الجزائري الخونة ، طلع علينا الأخ الفاضل الأستاذ السيد الطيب زايد وهو غني عن التعريف في الأوساط التربوية بالجهة الشرقية ، كما أنه عضو بارز في هيئة تحرير جريدة " وجدة سيتي " بمقال فيها كنت قد فاتحته في أمره خلال مكالمة هاتفية بيني وبينه حين أخبرني بصدور رواية له ، وهو مقال عنوانه : " دائرة عين الصفا وجدة من المسؤول عن إتلاف معالم معسكر للاحتلال الفرنسي فيها ؟ " تحدث فيه عما حفظته ذاكرته الطفولية عن هذا المعسكر الرهيب الذي كان الاحتلال الفرنسي البغيض يعذب فيه المجاهدين من أهل قرية عين الصفا الذين كانوا ضحايا إخبار المخبرين أو المتعاونين مع المحتل أو الخونة أو"الحركية " .
وقد عبر الأستاذ الطيب في مقاله عن أمنية لم تتحقق وهي وقوفه على معالم ذلك المعسكر ومعاينتها والذي لو لم تعبث به يد عابثة لبقي أثرا شاهدا على طغيان ووحشية وهمجية الاحتلال الفرنسي في هذه القرية المجاهدة والصامدة في وجهه ، والتي سجل تاريخ المقاومة ملاحم وبطولات أبنائها المجاهدين المخلصين سواء منهم من قضوا نحبهم أو من لا زالوا أحياء يرزقون ، وفي جعبهم شهادات تاريخية في غاية الأهمية عن المقاومة والجهاد .
ويذكر الأخ الطيب في مقاله أن المعسكر الرهيب صار أثرا بعد عين كما يقال ، وقد حل محله أو قربه مركز للتربية والتكوين ، وبقدر ما استحسن هذا المركز لدلالته التربوية وهو رجل قلبه شغوف بالتربية ، فإنه قد عبّر عن أسفه الشديد عن زوال المعسكر، وتساءل عمن يقف وراء زواله ، وهو شهادة ثمينة كان من المفروض أن يكون متحفا مزودا ببعض ما كان فيه من عتاد جيش الاحتلال الفرنسي كي يزار ليطلع جيل الشباب المغربي على ما كان يدور فيه من أحداث رهيبة سجلتها الذاكرة الجماعية لأهالي عين الصفا خلال فترة الاحتلال البغيض. وإذا كانت الأمم يحتفظ ببقايا آثار أعدائها لتكون شهادة على عدوانهم وجرائمهم ، فلماذا نستثنى نحن منها ، ولا نقيم الحجة على محتل احتل أرضنا وسام شعبنا الخسف ببقايا مخلفاته الشاهدة عليه ؟
ونرجو أن يكون هذا المقال مقدمة مقالات أخرى تعرفنا برواية السيد الطيب زايد التي عنوانها " معسكر الهوان " والتي هي دون شك رواية شيقة ، وذات قيمة أدبية وتاريخية لأن صاحبها ندب نفسه للتعريف بجانب في غاية الأهمية من تاريخ نضال وجهاد قريته عين الصفا بأسلوب روائي لمبدع صاحب تمكن من لغة فرنسية رصينة يضفي عليها التصوير الجمالي الراقي ، و يحرص على أن يبلغ بها المراقي العليا للإبداع الفني .
ونأمل أيضا أن تترجم هذه الرواية الشيقة إلى اللغة العربية لتتسع دائرة الاطلاع عليها خصوصا وأنها تؤرخ لفترة من فترات تاريخنا الوطني ، فضلا عن جانبه الإبداعي والفني والأدبي ، ولماذا لا تكون أيضا مصدر عمل سينمائي رائد؟
ونأمل كذلك أن يكون الأديب السيد الطيب زايد قد قدح زناد أمر في غاية الأهمية ،وهو ضرورة الحفاظ على معالم خلفها المحتل الفرنسي إبان احتلال وطننا كي تتحول إلى متاحف تزار وتكون شاهدة على جرائمه الوحشية ضد الشعب المغربي خصوصا تلك التي لا زالت لم يعف رسمها وقد طالها الإهمال ، كما هو الشأن على سبيل المثال لا الحصر بالنسبة لمعسكر قرية تافوغالت الذي لا زالت أطلاله قائمة تشهد بدورها على ما كان يدور فيه من إجرام وإرهاب رهيب كان ضحيته المجاهدون ، فضلا عن كل المعسكرات في الجهة الشرقية ، وفي باقي جهات الوطن عوض طمس معالمها الذي يعني طمس معالم جزء من تاريخ نضال وجهاد شعبنا .
ولا يسعنا في الأخير سوى تهنئة الأديب الفاضل الأخ السيد الطيب على عمله الروائي الوازن ، ونرجو له المزيد من النجاح والتوفيق والإبداع مع موفور الصحة والعافية وطول العمر.
وسوم: العدد 947