سيّدنا عمر بن الخطاب والمولد النبوي الشريف

 

  1. قرأت هذا الأسبوع لأكثر من واحد يقول: سيّدنا عمر بن الخطاباحتفل بالهجرة النبوية حين أقرّها، ولم يحتفل بالمولد النبوي الشريف. مايدل -حسب قولهم- أنّ الاحتفال بالمولد النبوي الشريف لاخير فيه، وإلاّ لفعله سيّدنا عمر بن الخطاب؟! وعليه أقول:
  2. سيّدنا عمر بن الخطابرحمة الله ورضوان الله عليه رجل دولة، قرّر مايراه مناسبا لدولته وأمّته. وهو حرّ في أن يتّخذ مايراه مناسبا لتاريخ، وعادات، وتقاليد، وظروف دولته وأمّته.
  3. اختيار سيّدنا عمر بن الخطاب للاحتفال بهجرة سيّدنا رسول الله لى الله عليه وسلّم، لايعني أبدا ومطلقا أنّه لايؤمن بالاحتفال بمولد سيّدنا رسول الله صلى الله عليه وسلّم أو أيّ يوم من أيّام سيّدنا رسول الله صلى الله عليه وسلّم. وكلّ ماهنالك أنّ سيّدنا عمر بن الخطاب اختارا يوما واحدا يخصّ حياة سيّدنا رسول الله صلى الله عليه وسلّم للاحتفال به والتأريخ له. والأمّة حرّة في أن تحتفل بأيّام سيّدنا رسول الله صلى الله عليه وسلّم التي احتفل بها سيّدنا عمر بن الخطاب، أو الأيّام الأخرى -وما أكثرها- المتعلّقة بسيّدنا رسول الله لى الله عليه وسلّم، والتي لم يحتفل بها سيّدنا عمر بن الخطاب كالمولد النبوي الشريف.
  4. لانعرف أحدا من أسيادنا الخلفاء الراشدين عثمان، وعلي رحمة الله عليهما ورضوان الله عليهما، ولا أحد من المبشرين بالجنة، ولا من أسيادنا آل البيت، ولا من أمهات المؤمنين، ولا الصحابة رحمة الله ورضوان الله عليهم انتقدوا سيّدنا عمر بن الخطاب لعدم جعل مولد سيّدنا رسول الله صلى الله عليه وسلّم بداية التأريخ للأمّة الإسلامية.
  5. لو أرّخ سيّدنا عمر بن الخطاب بمولد سيّدنا رسول الله صلى الله عليه وسلّم واحتفل به عوض التأريخ والاحتفال بهجرة سيّدنا رسول الله صلى الله عليه وسلّم. كنت ستحتفل بمولد سيّدنا رسول الله صلى الله عليه وسلّم؟.
  6. ليست الأمّة مجبرة أن تأخذ بالتقويم الهجري الذي أقرّه سيّدنا عمر بن الخطاب. ولو شاءت أن تؤرّخ بمولد سيّدنا رسول الله صلى الله عليه وسلّم، أو إحدى غزواته، أو إحدى معاهداته، أو بداية نزول القرآن الكريم، أو تدشينه لأوّل مسجد، أو رسائله للملوك، أو زواجه، أو غير ذلك من محطات حياة سيّدنا رسول الله صلى الله عليه وسلّم لما عاتبها أحد من الأمّة.
  7. مايجب التأكيد عليه، أنّ سيّدنا عمر بن الخطاب وهو خليفة المسلمين لم يختر تاريخا ينسب لشخصه العظيم، ولم يفرض تاريخه الشخصي على الأمّة كـ: يوم ولادته، أو يوم إسلامه، أو يوم هجرته، أو يوم توليه الحكم، أو يوم تزويجه لابنته سيّدنتا حفصة بنت عمر بن الخطابرحمة الله ورضوان الله عليها بسيّدنا رسول الله صلى الله عليه وسلّم.
  8. تكمن العبرة في كون سيّدنا عمر بن الخطاب، وهو الخليفة الحاكم تعمّد أن لايحتفل بمحطات تتعلّق بحياته الشخصية وهو صاحب الأمر والنهي، وتعمّد أن يحتفل بإحدى محطات سيّدنا رسول الله صلى الله عليه وسلّم وهي الهجرة النبوية، تعظيما وإكراما لسيّدنا رسول الله صلى الله عليه وسلّم.
  9. للأمّة أن تحتفل بمحطات سيّدنا رسول الله صلى الله عليه وسلّم، كالاحتفال بالمولد النبوي الشريف مثلا، أو غيره من محطات سيّدنا رسول الله صلى الله عليه وسلّم. وما أكثرها، وما أعظمها.
  10. لايطرح السؤال: لماذا سيّدنا عمر بن الخطاب أرّخ واحتفل بالهجرة النبوية ولم يؤرّخ ويحتفل بمولد سيّدنا رسول الله صلى الله عليه وسلّم؟. إنّما مايجب معرفته أنّ سيّدنا عمر بن الخطاب لم يحارب التأريخ، والاحتفال بمولد سيّدنا رسول الله صلى الله عليه وسلّم. ولم يقل أبدا ومطلقا أنّ التأريخ، والاحتفال بمولد سيّدنا رسول الله صلى الله عليه وسلّم منهى عنه ولم يفعله سيّدنا رسول الله صلى الله عليه وسلّم، وهو الذي أرّخ بالهجرة واحتفل بها ولم يفعلها سيّدنا رسول الله صلى الله عليه وسلّم ولا الخليفة الأوّل سيّدنا الصّدّيّق رحمة الله ورضوان الله عليه.

وسوم: العدد 950