ذكرى مرور مائة عام على حرب هوليوود الإرهابية ضد العرب والمسلمين

تصاعدت أهمية هذا الموضوع بعد إنتهاء الإتحاد السوفيتي وتفرغ الغرب لإنهاء كل مايمت للعرب والمسلمين تاريخياً ودينياً  ومنع تقدمهم بإستخدام وسائل تركيع الشعوب عليهم وأهمها دعم الأنظمة الديكتاتورية، والضغوط الاقتصادية والإعلامية:

أما إستخدام الديكتاتورية من تولية حكام مجهولي النسب على الدول العربية مرتبطين بتنظيمات ماسونية وبمراتب عليا فيها   فهو اهم مخطط في إستعباد الشعوب .

وأما اقتصادياً ،فما زلنا نذكر الحصار الذي فرض على العراق العربي لأربعة عشر عاماً قبل إحتلاله والتأثير المباشر على تقدمه قبل احتلاله وتسليمه لعملائهم الايرانيين.

 وأما إعلامياً  فيتمثل بالمقالات المشبوهة من صحفيين مشبوهين وأفلام هوليوود القذره. فَمَثَل الحرب القائمة على العرب كمثل أفعى بثلاث رؤوس:

الرأس الأول متخم بسم إستعباد الشعوب ديكتاتورياً.

والرأس الثاني متخم بسم المقاطعة الاقتصادية وإعاقة تقدمه علمياً.

والرأس الثالث متخم بسم الدعاية المسيئه للعرب وهو موضوع مقالتنا هذه .

هذه الخلطه السحرية من السموم تعمل في آن واحد في الجسم العربي بتنسيق محكم ,فالموضوع إذن هام وخطير، ورب سائل يقول ولماذا أضحى الآن هاماً وخطيراً علماً من ان إستهدافنا مر عليه قرن كامل.

اجيب :لقد كان إستهدافنا فيما مضى إجتماعياً، وبمعنى آخر تصويرنا كماده للسخرية فوضعوننا في آخر السلم الإجتماعي،أما اليوم فالإستهداف إجتماعي مضافاً إليه خدعة جديدة تتمثل بتصويرنا قتلة مصاصي دماء نكره الآخرين ونسعى لتدميرهم تحت مسمى الإرهاب.

منذ بدايات القرن الماضي وحتى الآن أي منذ قرن تقريباً او اكثر  تم رصد حوالي ١٢٠٠  فلم مسيئ لنا بمعدل فلماً واحداً تقريباً شهرياً تصوروا ذلك؟ رقم مفزع ولاشك، ولكن قد تصابوا بفزع أكبر عندما تعلموا أن بعض الجهات الرسمية الامريكية بدأت بدعم وتمويل هذه الأفلام مادياً وفنياً كالبنتاغون مثلاً.

لنقرأ معاً هذه المعلومات الخطيرة عن مركز فبركة الدعايات السامه عن العرب والمسلمين في إستوديوهات هوليوود ، حيث يظهرون العرب فيها على عكس حقيقتهم , فالعرب في كل افلام هوليوود هم أناس سيئون, والعربي هو القاتل المتوحش والمغتصب والمتعصب وثري النفط اللعوب والمستهتر والاهبل والمسيئ الى النساء... وهذه الصورة النمطية السيئة والمشوهة تتكرر وتتردد على الشاشات منذ عقود وعقود... حيث يظهرون العرب كلهم متشابهين، فلا تستطيع التفرقة بين واحد واخر منهم ففي افلام هوليوود كلهم سواسية  كاسنان المشط ... حاول ان تتذكر اخر فيلم شاهدته وظهر فيه عربي، ماذا ترى؟ لحية سوداء، كوفية وعقال، نظارات سوداء... وفي خلفية الصورة سيارة ليموزين وحريم وخدم وابار نفط وجمال وصحراء... وحديثاً  اضافوا لهذا المشهد شاب يحمل رشاش كلاشينكوف والحقد الأعمى يتطاير من عينيه وكلمة (الله اكبر) على شفتيه... 

يقول البروفسور جاك شاهين وهو إستاذ من أصل لبناني قام ببحوث حول موضوع الصور الاعلامية عن العرب وأشهر كتبه (الصورة النمطية عن العرب والمسلمين في الثقافة الشعبية الاميركية وأفلام الحرب النووية وعرب التلفزيون), يسأل جاك شاهين الاميركيين هذا السؤال الصريح: متى كانت آخر مرة شاهدت فيها عربياً طبيعياً، رجلاً أو امرأة، يعمل ويشقى ويتعب لتحصيل قوته ويعود مساءاً الى منزله بين اهله واولاده، يضحك ويغني، يبكي ويتألم، يحب ويحلم, يلعب الكرة مع اولاده ايام العطل، يصلي في الكنيسة او المسجد مع اترابه... باختصار رجلاً او امرأة مثل كل الرجال والنساء تحب ان يكون من جيرانك او اصحابك؟... وبالمقابل هل ترغب في ان يكون جارك او الساكن في شارعك واحداً من هؤلاء العرب الذين تشاهدهم في افلام هوليوود؟ طبعاً كانت إجابتهم بلا.

إذن منذ بدايات السينما الصامتة وحتى الآن والعرب بنظر هوليوود هم الاشرار ، الأبالسة ، يهاجمون ايا كان، وهم مهابيل وسخفاء... تضحك منهم وهم جشعون يركضون وراء المال والربح كما انهم شهوانيون لا يتعبون من الجنس والجواري والحريم ونظرتهم الى المرأة نظرة استعباد واستمتاع... وهم عموما يكرهون اميركا والاميركيين بالفطرة (لانهم يكرهون نمط الحياة والحرية والديموقراطية الاميركية على حد قول بوش الثاني في إحدى خطاباته)... وتصوير كره العرب للاميركان هو المقدمة الطبيعية لتمرير استسهال قتلهم وذبحهم ذبح النعاج في غارات شهدنا مثيلا لها في العراق... ففي فيلم (قواعد الاشتباك ٢٠٠٠) يظهر الاطفال اليمنيون وهم يقتلون الاميركيين... والعبرة في المشاهد الاخيرة للفيلم حين يفتح المارينز النار على مظاهرة سلمية لاطفال ونساء اليمن وسط تهليل وصراخ وتصفيق المشاهدين في دور العرض... حتى ان مدير انتاج الفيلم (فريدكين) تباهى بانه شاهد الاف المشاهدين يقفون ويصفقون لهذا المشهد في طول البلاد وعرضها (على ما نقل مراسل صحيفة الاندبندنت الانكليزية ) وقد حظي هذا الفيلم بدعم وتعاون وزارة الدفاع الأمريكية وقيادة المارينز... كما ان هناك اكثر من عشرين  فيلما خرجت بعد حرب الكويت حظيت ايضا بهذا الدعم وهي تظهر العرب اعداء للاميركيين وقتلة بدائيين مثل افلام: اكاذيب حقيقية - قرار تنفيذي - ضربة الحرية.

واخيراً، أيها العرب أنتم مستهدفون في حرب تسخر لها كل الوسائل فعلى سبيل المثال وبعد ان روج الغرب لمشروع تنظيم القاعدة وبلع البسطاء هذا المشروع  بينما كان الكثير من منتسبي هذا التنظيم يمثلون دور الدمى وهم لايعلمون . وقد تم إنتاج عشرات الأفلام المسيئة  للعرب والمسلمين بإستغلال تنظيم القاعدة  ولاحقاً داعش والأكثر من ذلك قامت الأنظمة الديكتاتورية العميلة كالنظام السوري بتصنيع قاعدة على مقاسه إستفاد منها وباع قصصاً وهمية الى هوليود ليبنوا عليا افلام الحقد والكراهيه ..

أعزائي القراء

الغرباء من غربيين وشرقيين لايريدون لنا ان نتقدم ولايريدون لنا ان نتحرر من هؤلاء  الديكتاتوريين ويعتبر تثبيتهم على رأس  الحكم في بلادنا هي الخطوة الاولى لاختراع التنظيمات الارهابية , وكلما حاولنا النهوض رشقونا بعشرات الأفلام المسيئة لنا .

واليوم هم جاهزون لفبركة موجة الأفلام الجديدة عن  داعش ولا ندري مستقبلاً اسم الاختراع البديل لداعش وقد يكون تنظيم فاحش الارهابي وهو اسم جذاب،  وذلك  بعد ان يستهلك تماما كل تنظيماته التي اخترعوها لنا  .

وقد يكون اسم  فلم الموسم الجديد: رامبو يدمر اوكار تنظيم فاحش.

فهل ادرك العرب ذلك..

أم على قلوب اقفالها؟

وسوم: العدد 952