الحرب الخفية
[باختصار، من مجلة الحرس الوطني (العدد 29 – رجب 1405هـ/ نيسان 1985م)، للدكتور مصطفى محمود]
لم تتوقف الحرب الخفية بين اليهود والعالم منذ أربعة آلاف سنة إلى اليوم. فهم المفسدون في الأرض بصريح القرآن. وهم قتلة الأنبياء. ولم تتوقف مؤامراتهم على الإنسانية منذ أن هدم بختنصر الفارسي الهيكل. فهم الذين قتلوا يوحنا المعمدان (النبي يحيى في القرآن). وهم الذين تآمروا على عيسى عليه السلام. وهم الذين جمعوا القبائل على محمد عليه الصلاة والسلام في غزوة الأحزاب. وهم الذين أثاروا الحرب العالمية الأولى. وكانوا وراء الحرب العالمية الثانية. وهم كانوا وراء الثورة البلشفية في روسيا، ونبيهم كارل ماركس هو صانع الفتنة الشيوعية التي قسمت العالم إلى معسكرات متناحرة.
وإذا كانوا قد خاضوا حرباً معلنة على مصر في عام 1956م وفي عام 1967م، فهم كانوا وما زالوا في حروب مستمرة ومستترة وخفية مع عالمنا العربي ومع العالم كله. فهم مؤسسو الاقتصاد الربوي في العالم. وماركس هو مؤسس الفكر الإلحادي. وسارتر هو رائد الوجودية.
ودور النشر، وبيوت الموضة، وشركات الإنتاج السينمائي والتلفزيوني، وشركات الصحف العالمية، أغلبها يهودية، وهي تعمل على إغراق العالم في روايات الجنس والدم والعري والأزياء الفاضحة، وهي تروج للخمور والمخدرات علناً في كل فيلم، وتشيع الانحلال والعنف في البرامج والمسلسلات التلفزيونية. وهناك إحصائية أمريكية تقول: إن الشاب الأمريكي لا يبلغ الثالثة عشرة إلا ويكون قد شاهد في التلفزيون أكثر من عشرة آلاف جريمة قتل واغتصاب. وهذه هي التربية التي يربون الشباب عليها... والقبلات والعناق والمضاجعة تصير من كثرة ترددها في الأفلام والمسلسلات شيئاً عادياً طبيعياً غير مستنكر. وهم بهذا يشيعون الفاحشة والإباحية والانحلال باسم الحب والغرام.
وجنون الكرة، وجنون الديسكو، وجنون الحب، هي ألوان من الفتن يضيع بها الوقت والعمر وتضيع القيم ويضيع الشباب في إغماءة الهوى والغفلة.
ولم تنتشر هذه الأشياء في هذا العصر اتفاقاً ومصادفة، وإنما انتشرت بتخطيط إعلامي من دول كبرى، ثم قلدنا نحن هذه الموجات وتسابقنا فيها، وانجرف شبابنا في طوفانها بما هو معروف في الشباب من غلبة الهوى واندفاع العاطفة وتسلط الغرائز.
وفي بروتوكولات آل صهيون وصايا محددة وتعاليم متعمدة، لإغراق الشباب في الحب والجنس والفن الهابط، وهستيريا المخدرات والأغاني الفاحشة. بل إن الفتن الطائفية هي خطة يهودية، وطوائف الباطنية والاثناعشرية والبهائية هي بعض ما صنعت تلك الإسرائيليات.
وما وقع فيه المسيحيون من انقسام هو بعض ما صنع بهم اليهودي بولص.
والنتيجة هي جيل جديد من الشباب لا خير فيه ولا عزم ولا بأس ولا قيم.
وحينما تحين الساعة ويجدّ الجدّ وتأتي الضربة لهذا الجيل من أي جانب، فسوف يكون أول من يستسلم، وهذا هو مرادهم ومقصودهم الذي خططوا له منذ أربعة آلاف سنة... أن يحولوا شباب العالم إلى بهيمة مستأنسة يركبونها.
فهل نحن مدركون ما نسير إليه؟.
وسوم: العدد 952