مؤتمر الصومام كما يراه لخضر بن طوبال
يتحدّث المجاهد لخضر بن طوبال رحمة الله عليه في مذكراته[1] عن مؤتمر الصومام عبر فصل "أسئلة الأولويات"، من خلال صفحات: 307 - 330، فقال:
أكّد بن مهيدي أنّ البعثة الجزائرية بالخارج لم ترسل السّلاح، كما هو مطلوب. 308
طرحت مسألة التفاوت الكبير فيما يخصّ الأجور بين القادة العسكريين في مختلف المناطق، فمثلا: يتقاضى لخضر بن طوبال 2000 فرنك، ويتقاضى كريم وعبان والمتواجدون في العاصمة وتيزي وزو 200000 فرنك. 309.
ترأس كريم المؤتمر، وعبان كاتب المحضر. 310
تحدّث بن مهيدي عن بن بلة، فقال: البعثة الجزائرية في الخارج لم يوفوا بوعودهم. وبن بلة أعلم المصريين بكلّ شيء يتعلّق بالثورة الجزائرية، حتّى أنّه يرى أنّ أيّ قرار لابدّ أن يمرّ عبر مصر. وغضب بن مهيدي غضبا شديدا من بن بلة.310
قال بن مهيدي: لايجب الاعتماد على الخارج، وعلينا أن نعتمد على أنفسنا فيما يخصّ السّلاح، وأن لانعتمد على الخارج في مسألة حيوية كالسّلاح. وبن مهيدي هو أوّل من طرح مشكلة العلاقة بين الداخل والخارج، وعبان تكفّل بالمشكل ودون جدوى. 311
لم تحضر البعثة الخارجية بسبب القصف المكثّف للمحتل، وحملات التفتيش حول سوق أهراس، حسب عبان. واتّضح فيما بعد أنّ المعلومات خاطئة، ومتناقضة. 312
أعدم عميروش سكان قرية أولاد أورابح من منطقة الصومام، وأحرق بيوتهم. وهذه أوّل مجزرة تقع في عهد الثورة، وتسئ إليها، لأنّه ليس من أخلاق الثّورة العقاب الجماعي، ولا ارتكاب المجازر الجماعية كما فعل عميروش، بل معاقبة المذنب بمفرده. واستغلّت فرنسا الجريمة، ووصفتها باللّيلة الحمراء، 314
انتقدت رفقة زيغود تصرّف عميرش، واعتبرناه منافيا لقانون جيش التحرير الوطني، ودافع عنه كريم وعبان. 314
تجاوزات بعض المجاهدين أدّت إلى ظهور بعض الخونة. 314
بعض الجنود الفارين من الجيش الفرنسي المحتلّ، كانوا يتعاملون مع الشعب على أنّه هو العدو. وهي نفس طريقة تعامل المحتلّ مع الشعب الجزائري. 315
المبدأ الأوّل لديدوش هو: لاتلمسوا الشعب. 315
ومن قواعد الثّورة أن لانلمس الأوروبيين غير المسلّحين، ونعاقب الفرد الخائن بمفرده وليس المنطقة بأكملها كما فعل عميروش. والجندي يعاقب إذا مسّ الدوار، وأملاكه، أو امرأة، ويحال فورا على مجلس الثورة. 316
أقول: ظلّ لخضر بن طوبال يستنكر الجريمة التي ارتكبها عميروش، وصمت كريم وعبان، وبأنّهم يتعاملون مع الشعب على أنّه العدو. 316
أقول: يرى لخضر بن طوبال أنّ الجريمة التي ارتكبها عميروش، كانت سببا في حمل عدد كبير من الخونة الحركى ضدّ الثورة والمجاهدين، وانتقلت العدوى إلى أماكن أخرى (كالشرق الجزائري) لولا التدخل في الوقت المناسب. 316
بعض القادة العسكريين كانوا يعتمدون على القوّة في تعاملهم مع الشعب، وهو ماأدى إلى ظهور الخونة الحركى. 317
أخذنا بقرارات الصومام، لأنّنا نثق في بن مهيدي. باعتباره كان على رأس المنظمة السرية، وكنّا تابعين له. 320
اقترح بن مهيدي انضمام المصاليين، وUDMA، والجمعية محافظة على الصّف. وعارضت بقوّة اقتراحه، وفي الأخير خضعت أنا وزيغود لرأي الجماعة. 321
استنكر الجميع الراتب المبالغ فيه الذي يتقاضاه كريم، وهو 250000 فرنك، والملازم يتقاضى 150000 فرنك. ولم يوافقه أحد. وتمّ الاتّفاق على أن يتقاضى le العقيد 5000 فرنك، والجندي يتقاضى 1000 فرنك. 323
يرى بن مهيدي، أنّ: نهاية الحرب قريبة، ولم يبقى غير القليل من الجهد لاسترجاع السّيادة الوطنية. وكان يرى أنّ فرنسا المحتلّة ليست بالبعيدة للاعتراف باستقلالنا. 325
أقول: يردّد لخضر بن طوبال وباستمرار، أنّه يثق في بن مهيدي، وأنّه جاء للمؤتمر بسبب ثقته به. وفي الوقت نفسه يكرّر وباستمرار أنّه لايعرف كريم بلقاسم، ولا عبان رمضان. لكنّه يبدي خيبة أمله في بن مهيدي الذي وافق عبان وكريم لانضمام الجمعية، والشيوعيين، وفرحات، والمصاليين للثّورة الجزائرية.
ستّة 6 أعضاء هم الذين حدّدوا مصير الجزائر في مؤتمر الصومام، ولم يحضر القادة العسكريون. 327 (أقول: أفهم الآن رفض هواري بومدين –وهو القائد العسكري- لمؤتمر الصومام، ولنتائجه).
تمّ فرض العشور، وإلغاء قانون منع التدخين، وإلغاء قانون منع الزواج. (أقول: لم أعرف معنى: وإلغاء قانون منع الزواج).
[1] Daho Djerbal "LAKHDAR BENTOBBAL Mémoires de l'intérieur", CHIHAB ÉDITIONS, Octobre, 2021, Alger, ALgérie, Contient 401 Pages.
وسوم: العدد 963