في الفرق بين التذكير والتعليم..!!
العلاقة بين التذكير والتعليم علاقة بين العام والخاص. ويتبادلان المواقع أحيانا فيها، فيكون كل واحد أعم كما يكون أخص. وقد يترادفان على المعنى الواحد، فتقول كل تذكير تعليم. وكل تعليم تذكير.
ولكنني أريد أن أخص اللفظين هنا بمعنى محدد خاص فأقول : وإنما أردت بالتذكير مثل قولنا : اتقوا الله. اذكروا الله. وحدوا الله. سبحوا الله . صلوا وسلموا على رسول الله... وكل أولئك تذكير وكله طيب، ولن يكون أجمل من التذكير بالصلاة والسلام على رسول الله، في يوم جمعة. يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما.
وأخص التعليم بقولي: أن يُفيد أحدنا أو يستفيد علما لم يكن يعرفه، فيستبين له وجه الحق في ملتبس، ويكسب نورا من علم يضيء له ما خفي عنه، أو ما لم يحط به في أمر مسيس من أمر دينه ودنياه . أقول في أمر مسيس به، ليخرج من القصد، ما يتبارى بعض الناس في الجدال حوله من حكم "دم البراغيث" ومن الجزم "في جنس الملائكة" أو من الجدل الذي لا ينبني عليه عمل في أسماء أصحاب الكهف السبعة.
وعلينا أن نعترف أننا مجتمع خارج من تيه تجهيل طال أكثر من خمسين سنة. كنا فيها في نفقا للجهل النفسي والعلم معا، حيث كانت ثقافة الأسديين هي التي تنشب في عقولنا وقلوبنا أظفارها ..حتى في مدارسنا، فقد كان يزيف الفكر والعلم والتاريخ، وتقلب الحقائق، ويقبح الجميل، ويجمل القبيح، وما كان يبثه إعلام محسوب علينا كان وما زال أشد وأنكى ..
وإذا المنية أنشبت أظفارها ...ألفيت كل تميمة لا تنفع.
إن الذي أريد أن أخلص إليه أننا في الواقع الذي نعيش فيه بكل أبعاده، إلى "الأثارة" من العلم الصحيح النافع المثمر؛ أحوج، وبه أجدر ؛ فلنجعل من وكدنا أن نحرص على نشر العلم، الحقيقي الذي يبصر الناس، ويهديهم، ويجمعهم على الهدى. ولئن ينشر أحدنا كلمة من علم، يهدي بها مسلما أو إنسانا خير له من أن يعيد التكرار في التذكير...
ونحن في هذا الفضاء إخوة متقاربون، ولكل منا اختصاص في ضرب من ضروب المعرفة، وميدان من ميادين الثقافة، وسابق تاريخ من التجربة المفعمة بالحكمة، ولو أننا آثرنا أن نتهادى طاقات المعارف، كما نتهادى طاقات الورود والمواعظ ، لرجعنا عند الرواح بالجنى الوفير ..,
ماذا لو أخذ كل واحد منا عهدا على نفسه أن يهدي أصدقاءه كل يوم معلومة حقيقية، يتأكد منها، ثم يمحصها، ثم ينزلها على واقعهم الذي فيه يتمارون..!!
كن عالما أو متعلما ولا تكن الثالثة فتهلك..
ونصلي ونسلم على معلمنا الخير "من سلك طريقا يبتغي فيه علما سهل الله له به طريقا إلى الجنة"
اللهم علمنا ما ينفعنا، وانفعنا بما علمتنا، وزدنا علما وعملا واجعلنا مهديين هادين...
وسوم: العدد 966