آليات التواصل الإيجابي 2 + 3
آليات التواصل الإيجابي -٢
من آليات التواصل الايجابي مع الآخرين
أن لا يكون موقفي من كل ما يكتبون، مبنيا على خلفية مسبقة.
جميل ان تكون لدينا القدرة على عزل الموقف او القول عن صاحبه. فنقول عن الصواب صواب. وعن الخطأ خطأ.
رجل أنا مختلف معه على طول الخط، مختلف معه في تسع قضايا وأصاب أو أجاد في واحدة جميل ان أرفع له الابهام، وأقول أحسنت.
أحسنت هذه أقولها مرة، يمكن ان تكون جسرا أو حبلا أو شعرة معاوية رضي الله عن سيدنا معاوية.
صديق حبيب الى قلبي، سألني بالأمس: لمن تظل تكتب؟ قلت له، أنت هل صوتك جميل؟ قال: لا. قلت هل درست علم النغم شرقي أو غربي؟ قال: لا. قلت الستّ تكون وحدك وتغني لنفسك؟ قال: كثيرا
قلت: وكذلك انا
صيامكم مبارك
آليات التواصل الإيجابي -3
كن حاضرا و
ألق دلوك في الدلاء..
مهما تكن خلفية الانسان، مهما يكن موقعه، مهما تكن نظرته لنفسه أو نظرة الناس إليه، جميل منه إذا فُتح باب القول أن يقول. الصمت ليس من ذهب كما زين القوالون. ولا هو وقار ولا حكمة كما يزعم الذين تغلبهم شهوة الكلام فيحبون ان يستأثروا به. حكيم العرب زهير بن أبي سلمى يقول:
لسان الفتى نصف، ونصف فؤاده.. فلم يبق إلا صورة اللحم والدم.
لا يمكن أن يعلل الصمت الدائم بالحكمة. ولو اردنا ان نمضي في تفسير الأبعاد المختلطة لحالة الصمت الدائم، فقد لا تعجبنا المفردات. وأقول الصمت الدائم لكي لا يظن انني أقصد الصمت العارض، أو صمت الإعراض المحمود.
كلمة الواحد منا ولو بالإشارة تعبير عن الوجود. وإذا كان ديكارت قد قال: أنا أفكر فأنا موجود. فإننا في عالم التواصل عن بعد نستطيع ان نقول: أنا أعبر فأنا موجود.
أمتنا تعيش في أمر مريج، يعني مختلط مضطرب، مجموعاتنا كذلك تعيش في أمر مريج. كلمة العدل إنارة مصباح إضافي على البقع المظلمة في حياتنا، وفي رؤيتنا وفي موقفنا، ولذا من الايجابية ان نمتح دلوا من البير ونسكبه في دلاء الذين لا يقدرون على المتح قالت:
يا أيها المانح دلوي دونكا
إني رأيت الناس يحمدونكا
ومن أسباب امتناع بعض الناس عن المشاركة فيما يتحاور فيه المتحاورون خوفهم من أن ترد كلمتهم..
يا أخي الناس ردت على رسل الله أقوالهم.. !!
فقط أحب ان أقول لكل أحبابي: كن حاضرا…
وما طلب المعيشة بالتمني
ولكن ألق دلوك في الدلاء
تجئك بملئها يوما، ويوما
تجئ بوشل وقليل ماء
الأبيات منسوبة إلى سيدنا علي رضي الله عنه.
والوشل: الماء القليل المختلط بالطين.
كان الرصافي قد ضجت به البلوى عندما نادى:
يا قوم لا تتكلموا .. إن الكلام محرمُ
مرة أخرى: كن حاضرا
وسوم: العدد 977